«الشعب» ترصد أجواء الدورة الجزئية لامتحان البكالوريا بالعاصمة

ارتياح لأسئلة التاريخ والجغرافيا، الإنجليزية والآمال معلقة على مادة الرياضيات

الجزائر: جلال بوطي

مترشحون قضوا ليالي بيضاء وهاجس التوتر يخيم على الأولياء

مرّ اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا في دورتها الجزئية، أمس، بردا وسلاما على المترشحين، رغم أن أغلبهم قضى ليالي بيضاء بسبب التوتر والترقب بعد هاجس تسريب الأسئلة في الدورة العادية، حيث ارتاح تلاميذ شعبة العلوم لموضوعي التاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية، لتبقى الآمال معلقة، اليوم، على الرياضيات التي اعتبرها التلاميذ جسر النجاح، على حد تعبيرهم.
في حدود الساعة الحادية عشرة وربع، بدأ التلاميذ في الخروج من قاعات الامتحان، حيث كانت وجهتنا إلى ثانويتي الشيخ بوعمامة بالمرادية ومحمد بوضياف ببلدية المدنية بالعاصمة، علامات الحيرة بدت على وجوه معظم من التقيناهم، سادنا اعتقاد بصعوبة موضوع التاريخ والجغرافيا، لكن بعد اقترابنا من الطلبة أمام ساحة ثانوية بوعمامة بدا لنا عكس ذلك.
الإجراءات الأمنية والاستثنائية تقضي بمنع دخول الصحافة وكل وسائل الإعلام إلى حرم الثانوية، فاكتفينا بلقاءات خارج أسوار المؤسسة التربوية وسلمنا بتعليمات رجال الأمن الذين أكدوا لنا أن التغطية الصحفية مسموح بها في خارج الثانوية، مع سماحهم لنا بأخذ صور مع المترشحين، في حين بدت الأجواء عادية ومريحة بحضور أفراد الحماية المدنية والأمن.
«الموضوع كان في متناول الجميع وليالي رمضان أرهقتنا»، بهذه العبارة قابلنا أغلب المترشحين، حيث قال لنا أحد التلاميذ إن موضوع الامتحان كان في متناول الجميع ومشابها لموضوع الدورة العادية.
تلميذة تشاطر زميلها نفس الرأي قائلة: «الأسئلة كانت سهلة تقريبا ولم تتطلب جهدا أكبر، لكن التاريخ والجغرافيا تبقى مادة ثانوية بالنسبة لنا».
طبيعة أسئلة الجغرافيا والتاريخ بعثت الارتياح في نفوس طلبة شعب العلوم التجريبية، الرياضيات وتقني رياضي، ليبقى الرهان الكبير على مادة الرياضيات اليوم، فأغلب المترشحين ارتاحوا للأسئلة التي جاءت على موضوعين مختلفين، شمل أحدهما فيما يخص التاريخ فترة الحرب الباردة، والحرب العالمية الثانية.

التلاميذ قضوا ليالي بيضاء وعقولهم معلقة بأسئلة الرياضيات اليوم

أجمع أغلب التلاميذ أنهم قضوا ليالي بيضاء خلال 15 يوما الماضية التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية لتنظيم الدورة الجزئية لامتحان شهادة البكالوريا في ظل إجراءات استثنائية طبعت العملية، بعد أن خيّم هاجس التسريب على الدورة، الأمر الذي واجهته الوزارة الوصية بإجراءات تكاملية.
يقول بلال، «لم أستطع النوم طيلة ليالي رمضان ولم أكن أنام سوى ساعتين يوميا». وتقول مترشحة أيضا، إنها لم تتمكن طيلة فترة المراجعة من النوم بسبب التوتر والقلق والتفكير في طبيعة الأسئلة، لاسيما بعد تداول زملائها الحديث عن تسريبات جديدة وهو ما لم يحدث قطعا.
لم يسهر أغلب الطلبة بسبب المراجعة والتحضير للامتحان المصيري الذي انطلق، أمس، ويستمر لغاية 23 من الشهر الجاري، فالكثير من المترشحين أكدوا لنا نقيض زملائهم، حيث قضى أغلبهم فترة المراجعة في سهرات رمضانية مع الأصدقاء والأهل وهو ما أكده لنا التلميذ حمزة قائلا: «لا يمكنني تفويت ليل رمضان من دون سهرات مع الأحباب إنه أمر غير معقول».

التسريب يتصدر نقاشات الأولياء والقلق يخيم على التلاميذ

وجهتنا الثانية كانت نحو ثانوية محمد بوضياف في حدود منتصف النهار ببلدية المدنية، حيث كان الأولياء حاضرين بقوة أمام مدخلها ويترقبون خروج أبنائهم الواحد تلو الآخر، المظاهر التي طبعت اليوم الأول من الدورة الجزئية لامتحان البكالوريا لم تكن عادية، فنقاشات الأولياء لم تخلُ من موضوع التسريبات وهو الهاجس الذي لم يفارقهم منذ الدورة العادية.
وجهت لنا سيدة كانت واقفة في ساحة بجانب الثانوية كلاما قائلة: «منذ خروج التلاميذ من القاعات وأنا أسمع كلاما عن التسريب هذا لا يصدق»، ليجيب مترشح إنها مجرد إشاعات لا غير لا تخشي شيئا خالتي».
مظهر التوتر والقلق بدا واضحا على ملامح الأولياء الذين لم يغادروا ساحة الثانوية إلا بعد مرافقتهم لأبنائهم واطمئنانهم على عدم تسرب الأسئلة.
كما كان متوقعا لموضوع الامتحان، تقول مترشحة «إنه أسهل من موضوع الدورة العادية بالنسبة لي وأتطلع أن تكون كل المواضيع المقبلة على هذا المنوال».
من جهتها قالت تلميذة، بدت نفسيتها متعبة، «أنا أترقب الرياضيات إنها المادة الرئيسة ولا تهمني مادة اليوم بقدر ما تهمني المواد الأساسية»، لقد قضينا ليالي بيضاء ونحن ننتظر هذه اللحظة.
ويعول أغلب المترشحين على ما تم تحضيره من مراجعة ومذاكرة في الدورة العادية، فالكثير منهم أعرب لنا عن ضيق الوقت وتأثير السهرات الرمضانية على نفسيتهم، حيث يتذرعون بقصر الوقت وغياب محيط مناسب للمراجعة، فهي مبررات عديدة يطرحها المترشحون، إلا أنهم متمسكون بالنجاح لاجتياز الامتحان المصيري والتحضير لبقية المواد اليوم وإلى غاية الخميس المقبل لكل الشعب التي مسها التسريب على غرار شعبة اللغات الأجنبية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025