3 آلاف عائلـة معنيـة بالعمـل التضامنــي في الشهـر الفضيـل
تتواصل عبر عديد بلديات وهران العمليات التضامنية تتصدرها قفة رمضان، وسط إجراءات استثنائية، الهدف منها محاربة الخروقات والظواهر السلبية التي تمسّ بحقوق الفئات المحرومة، على الرغم من التأخر الكبير في تسليمها لأسباب موضوعية وأخرى واهية.
إنها وضعية وقفت عندها «الشعب» خلال الجولة التفقدية، التي قادتها نهار أمس الأربعاء إلى بلدية الكرمة التابعة لدائرة السانية، حيث تفاجأنا بسلع تحمل علامات غير مطابقة للشروط المتفق عليها، خلال إبرام صفقة اقتناء المواد الغذائية، بعد تحديد مكوّنات القفّة، وهو ما أثار حفيظة السلطات البلديّة التي أعطت المموّن مدّة زمنية قصيرة لاستبدالها.
كما سجّلنا إرهاقا وتعبا شديدين، وسط العمال المجنّدين لتوزيع 5 آلاف قفّة كاملة على مستوى نقطة التخزين والتوزيع الوحيدة بدار الشباب بلونار محمد، في ظل غياب تام للجمعيات التي يزيد عددها بالبلدية عن عشرة «10» جمعيات، معظمها يوجد سوى على الورق كما أكدت لنا هذه الحقيقة مصادر مسؤولة بالمجلس الشعبي البلدي، مضيفة أنّها ستعمل جاهدة على تطهير هذا القطاع من الدخلاء، منوّهة في سياق متّصل بكافة مكونات بعض الجمعيات الرياضة، ولاسيما الجمعية الثقافية «الفتح» برئاسة الأستاذ الشاب شعيب محمد والكوميدي المعروف باسم الزربوط، بوعسرية بن كعكع.
بعض التصريحات التي أدلى بها مسؤولون محليون وأمنيون لـ»الشعب»، خلال محطات هذه الزيارة، صبّت جلها على التنويه بمجهودات الولاية في مساعدة كافة العائلات المحتاجة شهر رمضان، وعلى الدور البارز الذي تقوم به لجنة الشؤون الإجتماعية والثقافية والشباب التابعة لبلدية الكرمة في الحد من الغش والتحايل بمختلف أشكله.
ومن النساء الفاعلات في المجال، السيّدة عبودي الزهرة، مدرّسة، تشغل حاليا منصب رئيسة لجنة الشؤون الإجتماعية، التي أكّدت على أهمية «إرساء مبدأ الحوار والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين لمعالجة مختلف المشاكل المطروحة، على أن تكون طريقة التعامل موائمة لطبيعة الشخص وثقافته ومستواه التعليمي، وهذا لتجنّب الإصطدامات والمعاملات المهينة للكرامة الإنسانية».
في الوقت نفسه، دعت الزهرة، العائلات المتأخّرة عن إيداع ملفاتها إلى التقرب من مكتب الشؤون الاجتماعية، الذي تم تحويله مؤقتا إلى المكتبة البلدية، وهذا قبل انتهاء الآجال القانونية لمنح القفة، المكوّنة هذه السّنة من 4 كلغ سكر، 500 غرام قهوة، 2 كلغ زبدة، 500 غرام مسحوق حليب، 2 كلغ سميد، 250 غرام زبيب، 250 برقوق، 250 غرام حمص، 250 غرام عدس، 1 كلغ أرز، 500 غرام طماطم، 1 لتر زيت و10 كلغ فرينة .
وعن سؤال «الشعب» حول الأسباب الكامنة وراء تخصيص موقع واحدا للتوزيع على مستوى بلدية تزيد مساحتها عن 73 كلم مربع، أوضح عميري ميلود أنها تدخل ضمن الإجراءات الخاصة التي إتخذها المجلس الشعبي لمحاربة مختلف أشكال المحاباة والمحسوبية، والتي أرجعها إلى لجان الأحياء، متهما البعض منهم بشطب الكثير من الأسماء المستحقة، وغيرها من الخروقات المسجّلة، خلال السنوات المنصرمة.
واعتبر محدّثنا أن العملية في طبعتها الجديدة، جرت وسط أجواء تنظيمية محكمة قوامها التنسيق بين المجلس الشعبي البلدي ورجال الشرطة، بهدف تجسيد مبدأ الأمان والاطمئنان في نفوس كبار السن بالخصوص، مشدّدا في سياق متّصل على «ضرورة ضمان وصول هذه المساعدات للفئة المستحقة بأمان وعزة نفس، فالهبة والصدقة في الإسلام لا يجوز أن تقترن أو يتبعها أذى» وفق نفس المتحدّث.
يشار إلى أن حصّة بلدية الكرمة التابعة لدائرة السانية، فاقت الـ 5 آلاف قفّة، وزّعت إلى غاية يوم أمس على أكثر من 2000 مستفيد، على أن يصل العدد تدريجيا إلى ما يزيد عن 3 آلاف عائلة محصية.