أشـرف على تمـرين تكتيكــــي بالقطاع العملياتـي شرق إن أمناس

الفريق ڤايـد صالــح: مواجهـة التحديـات الأمنيـة بالمناطــق الحدوديــة تستدعـي اليقظــــــــــــة الدائمـــــــــة

احترافيـة الجيـش تؤهلـه لتنفيـذ المهـام المسنــــدة إليـــه حماية للوطن

الشعب/ بغرض الوقوف على مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة على الحدود، وفي السياق المتواصل للزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية خلال شهر رمضان الفضيل، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، منذ يوم الأربعاء، بزيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة. الزيارة تدخل في إطار تقييم مدى تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2015/2016 من خلال تنفيذ تمارين تكتيكية.
أشرف الفريق، صباح أمس الأول، على تنفيذ تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية وبالذخيرة الحية، على مستوى القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس بولاية إيليزي، والذي نُفذ في ظروف قريبة من الواقع، وشاركت فيه عديد الوحدات البرية والجوية في مقدمتها اللواء 41 مدرع، بموضوع اللواء في الهجمة المضادة.
في البداية، استمع الفريق إلى عرض قائد القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، الذي قدّم الفكرة العامة للتمرين ومراحل تنفيذه، وهو التمرين الذي يهدف إلى تدريب الأفراد والوحدات على أعمال قتالية قريبة من الواقع، فضلا عن اختبار الجاهزية القتالية للوحدات ومدى قدرتها على تنفيذ المهام المسندة بالدقة المطلوبة، كما استمع إلى قرار قائد اللواء المُنفذ للتمرين.
بميدان الرمي وبمعية اللواء الشريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة، تابع الفريق عن كثب الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات المقحمة، وهي الأعمال التي اتّسمت فعلا باحترافية كبيرة في جميع المحطات وبمستوى تكتيكي وعملياتي جد مرضي، يعكس جدية الجانب التخطيطي والتنظيمي، كما يعكس الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية، ومهارة وقدرة الأفراد على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات الموضوعة في الخدمة، وهو ما أسهم في تحقيق نتائج جد مرضية في دقة الرمايات.
في الختام، وفي لقاء تقييمي لمختلف مراحل تنفيذ هذا التمرين، التقى الفريق بأفراد الوحدات المشاركة، مهنّئا إياهم على الجهود الكبرى التي بذلوها طوال سنة التحضير القتالي، خصوصا خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين الذي يتزامن وشهر الصيام والذي كلل بالنجاح التام وقال الفريق في هذا الإطار:
«إن سعينا المتواصل بمثابرة شديدة، وبإصرار أشد على إيجاد التوافق التام بين جهد التحضير القتالي من جهة، ومسعى التعامل الإيجابي والفاعل مع طبيعة المهام الموكلة، يجعلنا اليوم، بعد هذه النتائج الهامة المحققة من خلال هذا التمرين، نجزم ودون مبالغة، بأننا نجحنا في تحقيق هذه الغاية التي تسمح لقواتنا المسلحة بمواجهة كافة التحديات الأمنية، التي يمكن أن تفرضها مثل هذه المناطق الحدودية، التي يحرص فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على تأمينها بصفة دائمة وبطريقة ناجعة، من خلال التحلي بروح الواجب وحس المسؤولية وتسخير كافة الوسائل المادية والبشرية وتوظيف كل التجارب المكتسبة من أجل الوصول بمستوى قدرات وجاهزية قوام المعركة لدينا إلى الدرجة التي تكفل أداء المهام الدستورية المخولة إلى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني.
ومن دون شك، يمثل هذا التمرين اختبارا حقيقيا للجهد المبذول ومقياسا صحيحا وموضوعيا لمدى فهم وإدراك واستيعاب مختلف برامج التحضير القتالي ولمدى الاستفادة من الدروس والتجارب المستقاة في الميدان طيلة السنوات الأخيرة»..
ليفسح المجال أمام الإطارات والأفراد المنفذين لهذا التمرين، والذين جددوا التأكيد على استعدادهم الدائم لحماية حدودنا الوطنية من أي تهديد مهما كان شكله، ومهما كانت طبيعته، ومهما كان مصدره.
...ويتفقد وحدات القطاع العملياتي ببسكرة
وفي ثالث يوم من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة، تفقد الفريق عددا من وحدات القطاع العملياتي ببسكرة، على غرار المدرسة التطبيقية للقوات الخاصة.
فبمقر قيادة هذه القلعة التكوينية الرائدة، وبرفقة اللواء الشريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة، التقى الفريق بإطارات وأفراد المدرسة، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها جميع المستخدمين عبر إقليم الناحية، وكذا ممثلو مختلف الأسلاك الأمنية، أكد فيها على الأهمية القصوى التي يوليها شخصيا للتكوين والتدريب والتحضير القتالي العالي المستوى:
«إن مرابطة أفراد الجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى، على كل شبر من ترابنا الوطني، وسعيهم الدائم إلى أداء مهامهم ليلا ونهارا وطوال أيام السنة وفي كافة الظروف بحرص لا يضاهى، وتروّ غير مسبوق، واقتدار معترف به من قبل الجميع، هو الدليل القاطع على الإيمان الجازم بالقيم الوطنية والافتخار بالانتماء لهذا الوطن الغالي، والتحلي بواجب نصرة الجزائر أرضا وشعبا وحفظ أمنها واستقلالها واستقرارها وسلامتها الترابية».
الفريق جدد التأكيد على ضرورة التحلي الدائم والمستمر باليقظة والحرص الشديدين، سعيا بذلك من أجل توفير جميع أسباب وعوامل نصرة الوطن وتأمين موجبات عزته بين الأمم، قائلا في هذا المقام:
«إنه برهان ثابت ويقيني على وعي أفراد الجيش الوطني الشعبي وإدراكهم العميق لحجم الرهانات، التي كثيرا ما أكد عليها فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وهو دليل قاطع أيضا على علو همتهم ووفائهم لقسَم الإخلاص لعهد الشهداء، الذي يبقى دوما يمثل نبراسا وضاء ينير دربهم ويعينهم على الاهتداء إلى سواء السبيل الذي سيوصلهم، على غرار أسلافهم من مجاهدي جيش التحرير الوطني، إلى تأمين أسباب وعوامل نصرة وطنهم وتأمين موجبات عزته بين الأمم».
وأضاف الفريق ڤايد صالح : «تلكم هي الشمائل والمواصفات الحميدة والمتميزة التي تفرّد بها الجيش الوطني الشعبي، نتيجة تشبّع أفراده بموروثهم الحضاري والثقافي الثري، واحترامهم الشديد لرصيدهم التاريخي الوطني المجيد، التي منها اعتلوا صهوة التميّز المهني، وبفضلها ترسّخت في أذهانهم وقلوبهم روح الإيثار والتضحية والإقدام».
وفي ختام اللقاء، أبى الفريق إلا أن يفسح المجال أمام مستخدمي الناحية للتعبير عن انشغالاتهم واهتماماتهم، ووقوفهم الدائم كالبنيان المرصوص، وكجدار صدّ أمام كل محاولات المساس بأمن الجزائر واستقرارها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025