يعاب على بعض وسائل الإعلام الوطنية تركيزها الكبير على السياسة وأخبار الإثارة والجريمة وإهمالها الكبير للروبورتاجات والتحقيقات التي تعنى بالمناطق السياحية ومنه التعريف بالمنطقة وإمكانية جلب السياح ودفع التنمية المستدامة.
تزخر كل منطقة في الجزائر، بآثار ومناطق استجمام يمكن أن تدر ملايير الدولارات على الخزينة العمومية، وتساهم في تطوير الاقتصاد الوطني، كما بإمكانها خلق مناصب عمل معتبرة وتطوير قطاع الخدمات.
التقيت بالعديد من المراسلين في الخرجات الميدانية ومع المسؤولين وتحدثت مع البعض منهم حول إستراتيجية عمل المراسل، فأكد لي الكثير منهم أن قاعات التحرير المركزية تطالبهم فقط بأخبار الإثارة والجريمة لأنها تستقطب القارئ على حد رأيهم، ومنه رفع السحب والحصول على الإشهار.
وتأسف العديد المراسلين لبعض العناوين من الضغوطات المفروضة عليهم في مجال العمل، فالتوصيات تفرض تعقب أخطاء المسؤولين وخلق الصراع بكل الطرق حتى تكون المادة الإعلامية سلبية بينما يبقى الاهتمام بالتنمية المحلية الاهتمام.
وكشف الإعلامي “ه/هشام” لـ”الشعب” أن الاهتمام بأخبار الجريمة هو تلبية لطلب التحرير لأن توجه الصحافة الجزائرية بشكل عام هو نحو الإثارة وتسويد الوضع بشكل عام، من أجل استقطاب أكبر عدد من القراء ومن ثمة استقطاب اكبر قدر من الإشهار.
وبرر الصحفي الطيب سعد الله من “دزاير تي في” غياب الإعلام السياحي في الجزائر لسببين رئيسيين “...فالأول يتعلق بالإعلام في حد ذاته حيث أنه لا يوجد عندنا في الجزائر إعلام متخصص في السياحة وما هو موجود لا يعدو تغطية لنشاط المسؤولين، وفي الإعلام هناك إشهار سياحي ولا يوجد إعلام سياحي والإشهار موجه للوجهة الخارجية مثل العمرة بالسعودية بالدرجة الأولى تليه تونس للاستجمام والعلاج وكذا تركيا ومصر والمغرب وغيرهم من للبلدان “.
وأضاف قائلا “ بالنسبة للسياحة فبرغم الإمكانيات الطبيعية الكبيرة للجزائر، إلا أن الهياكل والخدمات شبه منعدمة مما يحيلنا على التساؤل هل الجزائر لها سياحة والمشكل فقط في الجزائر أن الإعلام لم يؤدي دوره، الإعلام يعترف بالإمكانات ويتابع النقائص أما حاليا فلا توجد أي جريدة تخصص إحدى صفحاتها للسياحة ولو دوريا.
حسب سعد الله لا يوجد سوى ثلاث مجلات شهرية واحدة توقفت بسبب نقص الإقبال وضعف الإشهار.
يحتاج النهوض بالسياحة إلى إستراتيجية إعلامية دقيقة تستهدف الجزائريين بالدرجة الأولى لأن السائح المحلي يعتبر حجر الزاوية وبعدها استهداف السائح الأجنبي.
إن المنافسة مع الجيران ومختلف الدول العربية يجعلنا أمام حتمية إشراك الإعلام وإحداث دورات تكوينية للتحسيس بأهمية السياحة ودورها في التنمية المستدامة.