الديوان الجزائري للسياحة يعيد بعث التخييم العائلي

التخفيضات الرمزيـة علـى أسعـار إيجـار الشقـق هـل تنقــذ السياحــة الداخليـة

جلال بوطي

تعرف الولايات الساحلية الجزائرية حركية غير مسبوقة استعداد لموسم الاصطياف الذي تأخر هذا العام تزامنا مع شهر رمضان المبارك رغم أن الافتتاح الرسمي للموسم جرى في وقت سابق، لكن العائلات الجزائرية تفضل بداية الموسم بعد الشهر الفضيل، ويتزامن ذلك مع تحضيرات مكثفة سطرتها وزارة السياحة لإنجاح الموسم، لاسيما إعادة مراجعة أسعار تأجير الشقق وتوفير هياكل الاستقبال التي لا تزال ضعيفة حسب الواقع.
يعد هاجس الأسعار أكبر تحد تواجهه العائلات الجزائرية لقضاء موسم اصطياف مريح، لكن المستطلع لواقع الأسعار على مستوى الولايات الساحلية يرى أن المواطن البسيط لا يمكنه تحمل الأعباء الكبيرة التي يستلزمها الموسم لاسيما ذوي الدخل المحدود، في ظل ارتفاع أسعار الشقق والفنادق.
ولتخفيف العبء على العائلات قرر الديوان الوطني للسياحة هذا الموسم اتخاذ جملة من الإجراءات بهدف تشجيع السياحة الداخلية، حيث قام في هذا الصدد بمراجعة شاملة لأسعار الشقق المخصصة للإيجار عبر عدة ولايات ساحلية، خاصة على مستوى المناطق السياحية ذات الاستقطاب الواسع على غرار مرسى بن مهيدي بولاية تلمسان.
وفي هذا الإطار كشفت لـ “الشعب” المكلفة بالإعلام لدى الديوان الوطني للسياحة نسرين روان عن الأسعار الجديدة المبرمجة خلال هذا الموسم، حيث تم تخفيض أسعار الشقق المخصصة للاستجمام إلى 400 دج لليوم الواحد بالنسبة للعائلات في حين كانت الأسعار سابقا تفوق 600 دج، ويمثل هذا السعر مرجعا موحدا بالنسبة لكل الولايات، وهو إجراء جديد لتشجيع السياحة الساحلية وتخفيف العبئ عن العائلات.
تشمل الشقق كل المرافق الضرورية لقضاء موسم مريح، وحسب المكلفة بالإعلام روان فإن الأسعار تختلف حسب احتياجات العائلات وحسب المواقع السياحية التي تختلف من ولاية إلى أخرى، مشيرة إلى أن بعض العائلات تفضل الطهي لوحدها لتقليص الأعباء لاسيما الأسر كثيرة الأبناء، في حين تفضل عائلات أخرى شقق متكاملة.
تعد ولاية تلمسان بشاطئها مرسى بن مهيدي، وولايات مستغانم، جيجل، عنابة وجهات سياحية بامتياز، فالحديث عن الاصطياف قلما يكون له مثيل في مدن الجزائر الساحلية الأخرى، من خلال التحضيرات المكثفة لمختلف الشواطئ والمركبات ومرافق الترفيه، التي ستستقبل الآلاف من السياح والمصطافين الراغبين في قضاء أوقات راحتهم في مختلف المناطق التي تزخر بمواقع خلابة وأماكن سياحية تميزها طقوس خاصة لاسيما مع تأخر الموسم الذي تزامن وشهر رمضان المبارك.
عائلات تؤجر مساكنها للاسترزاق وأخرى تستفيد منها هروبا من الغلاء
 مع حلول موسم الاصطياف تبرز إلى الأفق ظاهرة تأجير الشقق للوافدين السياح وهو مظهر بات يشكل يوميات الموسم في بعض الولايات، على غرار ولايتي جيجل وبجاية وذلك لوضعهما الخاص باستقطاب عدد لا متناهي من العائلات التي تفضل هذه الولايتين عن باقي المناطق ولكل له ذوقه الخاص.
 وتلجأ العائلات إلى تأجير الشقق هروبا من الغلاء الفاحش في أسعار الليلة الواحدة بمختلف مركبات المدن السياحية، حيث تعرف بعض المدن هذه العادات السياحية الجديدة التي فرضها السيل العارم للسياح وحاجاتهم في قضاء أكبر وقت من المتعة بالاصطياف بأقل قدر ممكن من التكاليف، وكذا حاجة السكان الأصليين البسطاء في معظمهم إلى الاسترزاق من هذه الحركة السياحية الكثيفة في مدينتهم، وبالتالي صار الطلب على المدينة وبيوتها أكثر من الطلب على فنادقها واستراحاتها.
ساهمت قلة الهياكل ومرافق الاستقبال السياحية ببعض الولايات إلى تجذر ظاهرة تأجير الكراء، فولاية جيجل على سبيل المثال تعرف نقصا كبيرا في الهياكل ما يدفع السكان إلى تأجير مساكنهم لكسب الرزق ومن جهة أخرى تخفيف الأعباء عن الوافدين من العائلات التي تفضل أسعارا أقل تكلفة، حيث يتم التأجير قبل الموسم بعدة أشهر لضمان المبيت.
وتطرح الظاهرة خلال كل موسم مشروع “إقامة لدى الساكن” الذي تم طرحه منذ سنوات عديدة كبديل لتوفير هياكل الاستقبال وتشجيع السياحة الساحلية، حيث جاء المشروع في إطار اتفاق بين وزارة السياحة وزارة الداخلية والجماعات المحلية، لتأطير عملية تأجير الشقق وتنظيمها بدل تركها في السوق السوداء وتفادي جشع الدخلاء الذين ساهموا في رفع أسعار الإيجار، لكن المشروع لم يعرف النور منذ سنوات رغم أن الوضع الحالي يستدعي ذلك أكبر من أي وقت مضى.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025