الروح الوطنية وقود الإنتصارات

رسالة جالية معتزة بجزائريتها

أمين بلعمري

إن النتيجة التي توصلت إليها لدى نزول اللاعب الدولي فوزي غولام سهرة الـ 21 من شهر رمضان المبارك على منتدى “الشعب”، لا يمكنها اختزالها في كواليس كرة القدم وملاعبها، حيث ازددت يقينا من كلام ذلك اللاعب الخلوق أن الجزائر تمتلك خزانا بشريا هائلا يتمثل في جاليتنا المقيمة بالخارج، هذه الأخيرة التي تأبى إلا أن تثبت في كل مرة مدى ارتباطها بوطنها الأم، ليتضح جليا أن الجغرافيا والزمن لم ينالا من عرى انتمائها واعتزازها بجزائريتها ورغم أننا نشهد الجيل الرابع من أبناء أولئك المغتربين الجزائريين في أوروبا بشكل عام وبفرنسا على وجه الخصوص، لاتزال الروح الوطنية وروح الانتماء تنبض بها قلوب أهالينا وإخواننا في ديار الغربة وكأنهم غادروا أرض الوطن بالأمس القريب، بل هناك من بينهم شباب لم تطأ قدماه الجزائر يوما إلا أن الروح الجزائرية تسري في عروقهم كالدم الحامي، أفلم تشل الحركة في كل شارع الـ “شان –اليزيه” عندما تأهلت الجزائر إلى كأس العالم بسبب توافد المناصرين الجزائريين من كل أرجاء فرنسا على هذا الميدان للتعبير عن فرحتهم في مشهد لا يقل عما شهدته العاصمة الجزائر بنفس المناسبة؟.
إن الاستثمار في هذا الخزان الهائل بما يخدم الاقتصاد الجزائري يجب أن يكون إحدى رهانات الدولة الجزائرية من خلال وضع خطط لاستغلال التحويلات المالية لجاليتنا تسهل عملية استقطاب تلك الموارد المالية من خلال إزالة كل العراقيل البيروقراطية اللعينة التي تضيّع على الجزائر فرصة الحصول على الملايير من الدولارات سنويا وذلك بسبب عقليات بالية ومتحجرة عفا عنها الزمن، تصب في خدمة دول أخرى مجاورة، في حين استطاعت بعض الدول استغلال التحويلات المالية لجالياتها لتنشيط اقتصادها وبعث مشاريع التنمية على غرار لبنان والهند هذه الأخيرة التي تحصل على الملايير من الدولارات من خلال عمالتها المتواجدة في دول الخليج وغيرها من مناطق العالم في حين ما تحصل عليه الجزائر من مداخيل لا تعكس للأسف حجم وتعداد جاليتنا وهذا بسبب أنظمتنا البنكية التي لا تزال تشتغل بآليات تجاوزها الزمن مثل انعدام مكاتب صرف العملات وغيرها من العراقيل التي تحول دون إقلاع الاقتصاد الجزائري.
إن جاليتنا في الخارج يمكنها أن تلعب دورا محوريا في مشاريع التنمية الوطنية الشاملة ويكفي أن هذه الأخيرة يمكنها وحدها أن تنعش السياحة في بلادنا وتخفف من الحاجة إلى البحث عن استقطاب السياح الأجانب، ولكن هذا يتطلب بدوره استراتيجية سياحية خاصة بهذه الفئة تأخذ بعين الاعتبار دراسة علمية للأسعار في ظل التنافس المحموم وكذا تقديم خدمات جيدة ونوعية وبهذا نحقق هدفين رئيسيين في آن واحد أولهما الحصول على المداخيل من العملة الصعبة من جهة ومن ناحية أخرى ضمان الحفاظ على ارتباط جاليتنا بالوطن الأم من خلال احتكاكها المستمر بأبناء وطنهم.
العلامة الكاملة إلى اللاعب الدولي فوزي غلام ليس لأن نجمه سطع في كرة القدم وحدها ولكن على نبل أخلاقه التي تلمسها في تواضعه فرغم صغر سنه لم تسلبه الأضواء والشهرة البساطة والألفة ومشاركة الجزائريين همومهم وأفراحهم هذا الصنف من الشباب الذي يبعث على الاطمئنان على مستقبل الجزائر وشبابها في الداخل والخارج.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024