المنظمة العالمية للصحة تشيد بتحكم الجزائر في أمراض الملاريا والسل
أكد عبد المالك بوضياف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، التزام الجزائر باستئصال مرض الشلل، تنفيذا لتوصيات المنظمة العالمية للصحة، وذلك بتعبئة كافة المتدخلين في إطار التنسيق والمتابعة على المستويين الوطني والمحلي، وضمان التمويل، مشيرا إلى أن آخر ظهور لفيروس الشلل البري في الجزائر يعود إلى سنة 1996. ومنذ ذلك الوقت تمكنّا من الحفاظ على توقف انتقال الفيروس بفضل حصانة لقاحية بنسبة 90 من المائة والمراقبة المستمرة.
أبرز بوضياف لدى إشرافه، أمس الأول، على افتتاح الاجتماع السنوي للجنة الإقليمية الإفريقية لاستئصال الشلل بفندق الشيراطون، المجهودات الجبارة التي بذلتها الجزائر للقضاء على الشلل، قائلا إن الجزائر تسجل حضورها بقوة في تنفيذ توصيات المنظمة العالمية للصحة، حيث انتهت من النقاط المطلوبة منها ووضعت خلايا يقظة عبر كل ولايات الوطن لمتابعة مدى تنقل الفيروس.
كما قامت الوزارة الوصية، في الآونة الأخيرة، بفضل التجنيد غير المسبوق لكل الفاعلين، وفي الآجال المحددة، بإدراج اللقاح على شكل حقن الشلل وتغيير اللقاح ثلاثي التكافؤ بلقاح ثنائي التكافؤ تطبيقا لترتيبات المنظمة.
وأضاف وزير الصحة، أنه بدعم من طرف المنظمة الصحة العالمية تم وضع وتطبيق مخططين لاحتواء ومواجهة تغلغل فيروس الشلل البري من الخارج، مع إطلاق ودمج عملية المراقبة البيئية لهذا الفيروس، مشيرا إلى أن التزام الجزائر لاستئصال الشلل يترجم بتعبئة كافة المتدخلين في إطار التنسيق والمتابعة على المستويين الوطني والمحلي والإبقاء على تمويل معتبر مخصص حصريا من ميزانية الدولة والذي سيسمح بضمان كل النشاطات والخدمات المرتبطة بهذه المبادرة.
وقال أيضا، إن آخر ظهور لفيروس الشلل البري في الجزائر، يعود إلى سنة 1996. ومنذ ذلك الوقت، تمكن القطاع من الحفاظ على توقيف الفيروس، بفضل السياسة المنتهجة والإبقاء على حصانة لقاحية ضد الشلل بنسبة 90 من المائة ومراقبة متواصلة للشلل الرخوي الحاد التي عرفت تكثيفا في الآونة الأخيرة.
وبحسب بوضياف، فإن القطاع بصدد تنفيذ سياسة مرافقة كل امرأة حامل إلى غاية ولادة رضيعها والتي ستمنح للجزائر قفزة نوعية فيما يخص مجابهة أي طارئ.
علما أنه من المرتقب أن تحصل الجزائر على شهادة من المنظمة العالمية للصحة تثبت نجاحها في استئصال الشلل، وهذا خلال شهر نوفمبر القادم، بعد تقديمها الملف الأولي بمناسبة الاجتماع الحالي بالجزائر للجنة الإقليمية الإفريقية الذي يدوم إلى غاية 2 جويلية الداخل.
من جهته، نوّه ممثل المنظمة العالمية للصحة باه كايتا، بالمجهودات التي بذلتها السلطات الجزائرية، على رأسها وزارة الصحة وتجربتها في التحكم في فيروس الشلل والملاريا والسل، والنتائج الإيجابية التي وصلت إليها بعد تبنّيها نظاما صحيا صلبا، قائلا إنه بفضل المبادرة العالمية لاستئصال الفيروس، تمكنّا من تقليص هذا الوباء بنسبة 99 من المائة، وانخفض عدد الدول التي انتشر فيها الفيروس بكثرة من 125 دولة إلى دولتين فقط وهما أفغانستان وباكستان.
بالمقابل، أبرز كايتا التطورات الملحوظة المنجزة لإيقاف تنقل الشلل البري في المنطقة الإفريقية، بتسجيل آخر حالة إصابة بنيجيريا في 24 جويلية 2014، هذه الأخيرة تم سحبها سنة 2015 من قائمة الدول التي تشهد هذا الوباء، داعيا للحفاظ على المكاسب وتقوية نظام المراقبة. كما ذكر بأهداف التنمية المستدامة التي سطرتها منظمة الأمم المتحدة إلى غاية 2030، خاصة منظمة «أنو سيدا» لضمان 90 من المائة من التحاليل للكشف عن المرض لدى حاملي فيروس وتوفير 90 من المائة من العلاج.
وشدد ممثل المنظمة العالمية للصحة، على ضرورة توفر الكفاءة البشرية الخاضعة للتكوين الجيد، ونوعية المرافقة الصحية وكذا الأدوية واللقاحات التي تستجيب لاحتياجات الفرد وفي متناوله من الناحية المالية، والحوكمة واليقظة المستمرة لمراقبة انتشار الأوبئة والإعلان عنها في وقتها لنجاح أي منظومة صحية.