دعت، أمس، الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى ضرورة تشريع قانون يجرم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ومطالبة فرنسا بإعلان اعتذار رسمي واعتراف بالجرائم الدموية التي ارتكبتها في الجزائر، وكذا التعويض المادي لأهالي الضحايا، مطالبة الحقوقيين والمؤرخين بمواصلة فضح الجرائم الفرنسية التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بعد مرور 54 سنة على الاستقلال.
قالت الرابطة أن الشعب الجزائري لم ولن ينس الجرائم التي اقترفها المستعمر الفرنسي أثناء الحقبة الاستعمارية منذ 1830، مشيرة إلى أن الاستعمار الفرنسي لم يكتف فقط بالقتل والإبادة الجماعية أثناء الحقبة الاستعمارية، ولكن تفنن في التنكيل برفاة الشهداء في حادثة متحف باريس وهي عمل يضاهي الأعمال التي يقوم بها ما يعرف بتنظيم “داعش” الإرهابي، متأسفة لهذا العمل الذي ينافي حقوق الإنسان.
وأوضحت الرابطة، أمس، في بيان لها أنه لا يمكن للشعب الجزائري مهما طال الزمن نسيان جرائم فرنسا لم يسبق لها مثيل عبر تاريخ البشرية بعد قتل أزيد من 10 ملايين جزائري منذ أن وطأت أقدام الفرنسيين في سنة 1830 أرض الجزائر، مضيفة أن “الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي في الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي غير قابلة للنسيان على الإطلاق بل الأدهى من ذلك قامت في سنة 2005 بقانون العار وذلك بإصدار قانون 23 فيفري 2005 الممجد لماضيها الاستعماري بالجزائر.
في هذا المجال، تساءلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حقيقة أرقام شهدائنا وهل فعلا قدمت الجزائر مليون ونصف مليون شهيد كما يعتقد بعض السياسيين، في الوقت الذي استمر فيه الاستعمار الفرنسي أزيد من قرن ونصف القرن؟، مؤكدة أن “شهداء الجزائر منذ أن وطأت أقدام الفرنسيين أراضينا الطاهرة تجاوزوا المليون ونصف المليون شهيد”، مستطردة إن “عددهم فاق التسعة ملايين شهيدا إذا رجعنا إلى الأرشيف الفرنسي، وكذلك للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين ومن بينهم المؤرخ الفرنسي الشيوعي جاك جوركي يخبرنا بأن فرنسا قد قتلت 10 ملايين جزائري خلال الحقبة الاستعمارية للجزائر، وكذلك أيضا الباحث والمؤرخ الدكتور محمد لحسن زغيدي الذي قال بأن عدد الشهداء منذ 1830 يفوق التسعة ملايين شهيد وليس مليون ونصف مليون شهيد.
كما استغربت الرابطة من وجود 37 رفاة للمقاومين بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي لباريس منذ 1849 بعدما تم التنكيل بهم وقطع رؤوسهم كما يفعل التنظيم الإرهابي المسمى بـ«داعش” بالأبرياء العزل، ثم نقلت فرنسا الاستعمارية رؤوسهم إلى المتحف بعد أن وضعوا بقايا جماجم 37 الجزائريين الأبطال الشرفاء الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي خلال القرن الـ19 في أكياس من الورق، موجودة على رفوف خزانات حديدية، مشيرة إلى أنه وحسب المؤرخ فريد بلقاضي الذي يناضل منذ 2011 من أجل استرجاع جثث شهداء المقاومة من بينهم الشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة - الشريف محمد بن عبد الله المدعو الشريف المدعو بوبغلة قائد مقاومة الظهرة والونشريس وغيرهم.
ونددت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بقطع رؤوس المجاهدين من طرف المستعمر الفرنسي بعد استشهادهم كما يفعل إرهابيو “داعش”، مستغربة عدم “السماح لأهاليهم بدفنهم رغم أن كل الديانات السماوية تلزم إكرام الميت بعد وفاته وحماية جثمانه ومدفنه واجب أخلاقي، لكن السياسية الاستعمارية لا تزال تطبع فرنسا في الحاضر.