ندوة حول جرائم الاستعمار في عهد المقاومة

توقيع عريضة استرجاع جماجم زعماء المقاومة الشعبية

سهام بوعموشة

بن براهم: القوانين الدولية في صالحنا لاسترجاع الجماجم ولابد من المعركة السياسية

وقّع مجاهدون، حقوقيون، وممثلو المجتمع المدني عريضة تطالب فرنسا باسترجاع جماجم قادة المقاومة الشعبية، الذين قطعت رؤوسهم وتم الاحتفاظ بها في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي بباريس، والمطالبة بإعادة دفنها في الجزائر وفاء لرسالة الشهداء الأبرار، مؤكدين أهمية المعركة السياسية والقانونية لافتكاك حقوق الجزائريين التي اغتصبها الاستعمار الفرنسي.
أثار المتدخلون في ندوة تاريخية نظمتها، أمس، جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة “المجاهد”، بعنوان “جرائم الاستعمار في عهد المقاومة.. استيلاء على رؤوس زعماء المقاومة نموذجا”، مسألة استرجاع جماجم زعماء المقاومة ودفنهم في أرض الشهداء، والذي يمثل شهادة حية عن جرائم الاستعمار الفرنسي التي اقترفها في حق الشعب الجزائري منذ 1830 إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية باسم الدولة الفرنسية، ونكل بأجساد زعماء المقاومة الشعبية، حيث تتواجد هذه الجماجم في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي بباريس، داعيين المجتمع المدني إلى استكمال رسالة الشهداء بجمع التوقيعات لاسترجاع جماجم القادة الوطنيين الذين سجلوا بطولاتهم في ذاكرة الأمة الجزائرية.
وفي هذا الصدد، وجهت جمعية مشعل الشهيد دعوة للشروع في جمع توقيعات لاسترجاع رؤوس زعماء المقاومة ودفنهم في أرض الشهداء كأمانة لاستكمال رسالة الشهداء، كون الجماجم ما تزال أسيرة والصمت مخيّم عليها وهي تتطلع منذ أكثر من قرن ونصف لاسترجاعها.
وأبرز رئيس الجمعية محمد عباد، تنوع جرائم الاحتلال الفرنسي المعادية للإنسانية ضد الشعب الجزائري والتي قلما عانى شعب مثلها في التاريخ، واستمرت طيلة بقاءه في الجزائر لأزيد من قرن و32 سنة، حيث عاث فيها فسادا، فلم يكتف بالمحارق والمجازر والتهجير والنفي بل راح ينكل بجثث القادة الثائرين والأبطال بفصل الرؤوس عن الأجساد قصد ترويع بقية الشعب.
وأضاف عباد أن عدد الجماجم المعلن عنها بلغ 36 جمجمة لشهداء قادة المقاومة، الذين تركوا تاريخا وتراثا بطوليا لذاكرة الأمة عبر الأجيال وكانوا لجيل نوفمبر 1954 خير سلف، منهم جمجمة الشهيد الشريف بوبغلة، الشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة، موسى الدرقاوي، سي مختار بن قدور الطيطراوي، الحمادي عيسى ومبارك بن علال بن محمد الذراع الأيمن للأمير عبد القادر.
من جهتها، أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، أن السفاحين العسكريين الفرنسيين ارتكبوا أبشع الجرائم في حق الجزائريين منذ 1830، ويأخذون الجثث إلى المستشفيات لتشريحها أو تسلم للأطباء، حيث كان يقوم بهذا العمل الدكتور فيدال وهو عسكري، وبعد وفاته أخذتها وزارة الدفاع الفرنسي لتضعها في متحف باريس للتاريخ الطبيعي أين تحفظ بمواد تبقي الرؤوس كما هي دون تحلل.
وأبرزت المحامية دور المجتمع المدني في المطالبة باسترجاع رؤوس قادة الثورة، قائلة أنها كمحامية تعمل بالقانون وتستغل كل النصوص القانونية التي يضعها الخصم لاسترجاع حقوقنا المشروعة، وأن معركتها هي قانونية، مضيفة أن القوانين الصادرة هي في صالحنا لاسترجاع الجماجم والدولة الجزائرية لها دور في هذا المسعى عبر القناة السياسية.
وأشارت بن براهم في هذه النقطة إلى أن إخفاء فرنسا للرؤوس المقطوعة هي دليل واضح على وحشية مرتكبيها ووسيلة ضغط الشعوب التي عانت من الاستعمار، قائلة: “من الناحية القانونية نحن في أريحية نحاربهم بسلاحهم”، وحسبها فإن كتابة التاريخ هو واجب وطني وقبل كتابته يجب البحث عنه وهو ما ينص عليه الدستور، داعية العائلات التي لها علاقة بقادة المقاومة المقطوعة رؤوسهم للتقرب من جمعيتها كي تؤسس للمطالبة بحقوقهم باسمهم.
وبالمقابل، قالت المجاهدة إغيل أحريز أنه يجب على الحكومة الجزائرية المطالبة باسترجاع هذه الرؤوس كونها ملكية كل الجزائريين.
تجدر الإشارة، إلى أنه تم الشروع في التوقيع على عريضة المطالبة باسترجاع جماجم القادة وفاءا لرسالة الشهداء.


 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025