ميزة الثورة الجزائرية انصهار الجميع في بوتقة جبهة التحرير الوطني

«الناتو» طرف أساسي في قتل الجزائريين والمرتزقة الأوروبيون دفعوا ديغول إلى مراجعة حساباته

فريال بوشوية

لعلّ ميزة الثورة الجزائرية، انصهار الجميع في بوتقة جبهة التحرير الوطني، حافظنا على الوحدة وبقينا صامدين، وارتطمت كل محاولات فرنسا الاستعمارية لتفريقنا، بصخرة الجبهة، بهذه العبارات توقف الدكتور عمار بوحوش، عند محطة الخامس جويلية ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، لافتا إلى أن الحرب التحريرية التي دامت 7 أعوام ونصف كاملة، استنزفت المستعمر الفرنسي، والحلف الأطلسي الذي كان يموّل الإدارة الاستعمارية بالأسلحة في حربها ضد الجزائر.
شارك الدكتور عمار بوحوش، المجاهد، والباحث المختص في علم السياسة، «الشعب» في الاحتفالات المخلدة لعيد الاستقلال المصادف للخامس ماي من كل سنة، ومن منبر الجريدة الموقرة استذكر محطات هامة في تاريخ ثورتنا المجيدة، وحرص لدى نزوله، أمس، ضيفا عليها على التوضيح، بأنه وباعتباره مختص في علم السياسة، فإن شغله الشاغل، ليس تحصيل العلم كعلم والاكتفاء بذلك، وإنما تحصيل العلم الذي ينفع ويستخدم ويوظف، في خدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم.
لم يفوت الدكتور بوحوش المناسبة، ليذكر بأنه كان إبان الثورة مساعد علي بوسحابة، وقد تم تكوينهم على يد محمد الصغير نقاش، وساهموا لاحقا في تأسيس أول مستشفى، لكنه قبل ذلك لم يغفل الإشارة إلى المر الذي ذاقه الشعب الجزائري إبان الفترة الاستعمارية، ونشوة الثورة التحريرية، التي أكدت أن الشعب الذي التف حول جبهة التحرير الوطني حسم أموره، والجزائر وقفة رجل واحد، لتطرد الاستعمار شر طردة.
بوحوش الذي كان ضمن مجموعة مكونة من 4 أصدقاء بينهم علي بوسحابة، كتب له عمر جديد وأن يعيش استقلال الجزائر، ويعايش مختلف المحطات التي مرت بها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، عكس أصدقائه الذين قضوا، بينما ذهب لإحضار الدواء، اضطر إلى العودة مجددا إلى الدراسة استجابة لقرارات مجلس الثورة، الذي أوصى بعودة الشباب دون 20 سنة إلى مقاعد الدراسة، لتكوين إطارات المستقبل ـ قرار تم اتخاذه بعدما لوحظ تسجيل نقص في السلاح مقابل عدد هائل في الشباب، فضلت القيادة الحكيمة للثورة تكوينه لخوض معترك البناء، بعد استرجاع السيادة الوطنية.
بكل فخر واعتزاز، قال الدكتور بوحوش «نحن جيل كسر حاجز الخوف، حاجز اسمه فرنسا، واسمه الحلف الأطلسي»، لافتا الى أن الحلف الأطلسي كان عدوا لا يقل عن فرنسا، حتى وان لا يتم ذكره، لأنه كان يمول حرب فرنسا ضد الجزائر، بالأسلحة والمؤونة، الحلف الذي كانت تركيا عضوا فيه ـ أضاف يقول ـ قتلنا وذبحنا.
حرص ضيف «الشعب» في السياق، على التوضيح أن الثورة التحريرية المجيدة، التي دامت 7 سنوات ونصف، استنزفت فرنسا، ومن ورائها الحلف الأطلسي، مكلفة إياهم خسارة كبيرة، قياسا إلى الأسلحة التي استعملوها لوأد الثورة وإخمادها، واستنادا إليه فإن الجنرال ديغول كان وطنيا، وأراد لبلاده أن تخرج من مستنقع حرب أنهكتها، ولا طائل لها فيها، وكان يقول في كل مرة «حتى وان انتصرنا عسكريا في حربنا على الجزائر، فالمياه لن تعود إلى مجاريها، بعدما سالت الدماء، ولكن الأهم بعدما سئم الشعب الجزائري من تواجد الأوروبيين، وتحديدا المرتزقة منهم بالجزائر.
 فتح الدكتور بوحوش قوسا، ليوضح بأن التواجد آنذاك لم يكن مقتصرا على الفرنسيين، وإنما شمل الأوروبيين، المعمرون الأوروبيون الذين فتحت لهم فرنسا الاستعمارية الطريق، لنهب خيرات الجزائر والاستيلاء عليها، وللعمل على أن يصبح المجتمع الجزائري نصراني، وليثبتون أقدامهم فيها، والجزائريين أكدوا رفضهم للجميع، ولا مجال غير استرجاع السيادة الوطنية وطردهم.
كما ذكر بأن تأييد الرئيس الأمريكي كيندي للثورة الجزائرية، كان أيضا بسبب الخسارة التي كان يتكبدها الحلف الأطلسي وأمريكا، بتمويل حرب لا طائل منها، وأمريكا سئمت من الأمر، تماما كما سئم ديغول من خوض حرب المستفيد منها المعمرين الأوروبيين، الذين اصطدموا بجدار الجزائريين المصممين على استرجاع السيادة مهما كان الثمن.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025