فرقة من المختصين للبحث في العلاقات الجزائرية - الأمريكية خلال الثورة
بعد مرور 54 سنة على استرجاع السيادة الوطنية، بفضل تضحيات الشهداء الأبرار في الجبال والمدن، يطل علينا في كل مرة الأقدام السوداء للمطالبة «بممتلكاتهم» في الجزائر، التي هي في الأصل ممتلكات أجدادنا التي اغتصبها الاستعمار الفرنسي منذ احتلاله لأرضنا في 1830، بغرض الحصول على تعويضات إضافية بطرق المراوغة، حيث أن مطالبتهم باطلة، انطلاقا من أن وثائقهم المزوّرة من طرف الإدارة الاستعمارية كان في عهد دولة محتلة، هذا ما أكده الدكتور عمار بوحوش أستاذ في كلية العلوم السياسية ومؤرخ لدى نزوله، أمس، ضيفا على منبر جريدة “الشعب”.
أوضح عمار بوحوش، أن مطالبة الأقدام السوداء بممتلكاتهم في الجزائر غير مؤسسة ولا يعترف بها، كون الشهادات المزوّرة التي تحصلوا عليها كانت في الحقبة الاستعمارية وبطرق ملتوية، ولم تسلمها لهم الدولة الجزائرية بعد الاستقلال. مضيفا، أن ما يهم هو دراسة الدولة قراراتها وتلبية احتياجات مواطنيها والأسرة الثورية وخدمتهم، قائلا: “لا أقرّ بهؤلاء الأقدام السوداء، لأنهم استعملوا حيلاً بالية وقديمة والفشل هو في عدم تمكن الوزارة الوصية من استقبال كل طلبات المجاهدين”.
وأشار ضيف منبر “الشعب”، إلى أن الأقدام السوداء بمطالبتهم يريدون الحصول على تعويضات إضافية عن طريق المراوغة. علما أنهم حصلوا على تعويضات من الدولة الفرنسية. وبحسبه، لابد من وجود سياسة وطنية داخلية واضحة المعالم، كما نبّه محدثنا إلى سياسة الإهمال واللاّعقاب المنتهجة في مجتمعنا.
وفي ردّ المؤرخ على سؤالنا، فيما يخص تسليم السفير الفرنسي نسخ من الأرشيف الجزائري إلى مدير المركز الوطني للأرشيف مؤخرا، أجاب الدكتور بوحوش بكل موضوعية، أن ذلك الأرشيف هو قنبلة موقوتة ومن الأفضل عدم إعطاء عناية كبيرة لهذا الموضوع، كونه يمس بعض الشخصيات الوطنية ويخلق فتنة. مشيرا إلى أن المعضلة هي في عدم استغلال الوثائق والشهادات وليس نقصها ولحد الآن لا يوجد شيء ملموس.
وأبرز في هذا الإطار، ضرورة استغلال الشهادات الحيّة المسجلة لكتابة تاريخ الثورة وإعداد دراسات جدية مع وجود آليات، قائلا: “الغائب هو عدم استغلال الشهادات وبروز مساهمات في نجاح الثورة وكيف عاش المجاهدون ليطلع عليها الجزائريون وهذا ما يهمّني”، مقترحا إنشاء فرقة من الباحثين المختصين للبحث في موضوع العلاقات الجزائرية - الأمريكية خلال الثورة، وهو يزودهم بالوثائق المتعلقة بالموضوع.
بالمقابل، دعا بوحوش إلى تفعيل المؤسسات وإعطائها الآليات للعمل بطريقة مستقلة لتحقيق إنجازات ومحاسبة المخطئين.