عمر الصغير والثائرة للكاتبة سهيلة عميرات

أبطـال مـن عامــة الشعــــب صنعـوا أمجـاد الثــــورة تخلدهـم الكتـب

حبيبة غريب

كان لنضال الطفل والمرأة إبان ثورة التحرير الوطني، حضورا قويا من خلال شخصية البطل الشهيد عمر ياسف المعروف بعمر الصغير وخالته المجاهدة الراحلة فاطمة بن عيسة ياسف، وقد تم استعراض ذلك في اللقاء الأدبي الذي احتضنته نهاية الأسبوع مكتبة “شايب دزاير” التابعة للوكالة الوطنية للنشر والإشهار، بالعاصمة، حيث دار النقاش الثري والمتميز حول كتابي المؤلفة سهيلة عميرات بعنوان: “عمر الصغير، الثورة داخل المحفظة “ و«الثائرة”.
شكل اللقاء الذي نظم أياما قليلة قبل عيدي الاستقلال والشباب، مناسبة للتعريف بمراجع ثورة نوفمبر المجيدة واستذكار كل الشباب والأطفال والنساء والرجال من عامة الشعب الذين لم يتفانوا في تقديم الغالي والنفيس والمشاركة بقوة وشجاعة في الكفاح بالرغم من مخاطر القتل والتعّذيب والتنكيل التي كانوا يتعرضون لها حين يتم القبض عليهم.
كشفت الروائية وكاتبة قصص الأطفال سهيلة عميرات، أنها أرادت من خلال كتابها “عمر الصغير”، تسليط الضوء على شخصية هذا البطل الصغير والعظيم الذي وبالرغم من صغر سنه اتصف بالوعي الشديد والشجاعة والدهاء وروحه الوطنية الأمر الذي جعل منه فدائيا ومسبلا ومناضلا من الدرجة الأولى.
واعتبرت الكاتبة أنه من الضروري أن يعرف أطفال الجزائر وشبابها بتضحيات عمر ياسف، حتى تكون لهم مرجعية قوية، قدوة حسنة يقتدون بها ولتغرس فيهم أكثر مبادئ الوطنية والتضحية والوعي.
كما كان للحضور القوي لعائلة عميرات المجاهدة وعائلة بن عيسة وياسف وقع كبير على النقاش، حيت أجمعوا على ضرورة الاهتمام أكثر بالشباب الجزائري، وتعريفه بتاريخه وبأمجاد وأبطال ثورة التحرير الوطني، وغرس فيهم روح الوطنية والمسؤولية اتجاه الجزائر، حتى يتمكنوا من صنع حاضرهم ومستقبلهم والافتخار بماضيهم في سن واحد.
ويحكي كتاب “الثائرة” لسهيلة عميرات قصة المجاهدة الشجاعة فاطمة بن عيسى ياسف، بنت القصبة التي اضطرتها الظروف للانتقال من المدينة إلى دشرة سيدي يحي بمنطقة أزفون، حيث تأقلمت بسرعة مع حياة الريف، الأمر الذي جعل قائد الناحية لجيش التحرير الوطني يتصل بها ويدعوها للانخراط في صفوف المسبلين والفدائيين، فكان لها شأنا عظيما في تموين المجاهدين بالأكل والألبسة والدواء وحتى الأسلحة، إلى أن ألقي عليها القبض من قبل قوات الاحتلال الفرنسي، رفقة كنته زوجة الشهيد، حيث عذبتا أشد العذاب دون أن تنطقا بكلمة واحدة، مكتفية بالقول أن الجنود كانوا يهددونها بالسلاح ويأخذون أكل أولادها بالقوة.
وقد تشرد أولادها الثلاثة في فترة حجزها التي دامت شهورا طويلة، وبعد إطلاق سراحها عاودت نضالها بقوة شرسة أكثر في محاولة منها للانتقام من العدو الذي نكل بها شر تنكيل.
ويروي الكتاب حسب مؤلفته شجاعة وبسالة هذه المرأة التي لم تعط حقها بعد الاستقلال وواصلت معاناتها وجهودها لتربي أولادها على حب الوطن والمبادئ الحسنة، وكان اللقاء مناسبة لبناتها للحديث عنها وعن خصالها وحبها القوي والعظيم للجزائر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025