رغم التطمينات التي قدمتها الشركة الوطنية لتسويق وتوزيع المنتوجات النفطية «نفطال» بضمان مختلف مشتقات الوقود أيام العيد، وعمل المحطات 24/24 سا، إلا أن الجزائريين ما يزالون متخوفين من تكرار سيناريو الأعياد السابقة، فلا تخلو أي محطة بنزين بالعاصمة من الطوابير الطويلة والازدحام، فأينما ذهبت تقابلك هذه المشاهد سواء بغرب أو بوسط العاصمة أو شرقها.
تشهد محطات الوقود والبنزين بالعاصمة منذ أسبوع إقبالا كبيرا من قبل أصحاب السيارات بغرض ملء خزاناتهم بالبنزين تخوفا من حدوث أزمة بنزين، حيث أصبحت الطوابير الطويلة للمركبات مشهدا عاديا لدى مداخل هذه المحطات، ما يجعلها تتسبب في ازدحام مروري كون أن هذه الطوابير تصل إلى الطرقات الرئيسية خاصة وأن أغلب المحطات تتواجد بمحاذاة أو متفرعة عن الطرقات الرئيسة لاسيما الطرقات السريعة وهو ما يتسبب في مناوشات كلامية تصل التشابك بالأيدي سواء بسبب عدم الامتثال للطوابير أو رغبتهم في الوصول إلى مقاصدهم.
وتتكرر هذه المشاهد في كل مناسبة دينية أو وطنية حيث ينصرف الكل إلى الاستفادة من العطل أو التخوف من عدم احترام المناوبة، فيما تبقى الذهنيات هي المشكل الحقيقي لدى الجزائريين الذين تعودوا على مظاهر الضغط والإصرار على الطلب المتزايد بالرغم من تأكيدات المؤسسة المسؤولة ضمان توزيع الوقود وغاز البوتان بصورة عادية وبمخزون جد عالي، على المستوى الوطني، وفتح محطات بيع المنتجات البترولية أبوابها أمام الزبائن للتموين بالوقود منذ اليوم الأول من العيد وخلال الأيام الموالية على مدار 24 ساعة خاصة وأن مراكز التخزين المخصصة تتوفر على كميات كبيرة سيتم من خلالها تموين المحطات بصفة عادية ومنتظمة، ما سيحول دون حدوث ندرة في هذه المواد الإستراتيجية الواسعة الاستهلاك.
ويبقى الدور على أصحاب السيارات في تنظيم استهلاكهم وعدم السعي وراء تحصيل كميات أكبر كلما انخفض مخزونه من الوقود، على اعتبارهم المسؤولون الأولون عن الطلب المتزايد، وبالتالي فهم مطالبون بالتعقل وترشيد استهلاكهم وعدم التخوف من أي نقص في مختلف مشتقات البترول التي يحتاجونها في التنقل وزيارة ذويهم وأقاربهم في ظروف جد عادية.
