أكد الخبير عبد الرحمان مبتول، قناعته أن للجزائر - وهي تحتفل بالذكرى الـ54 لاسترجاع السيادة الوطنية - كافة القدرات لتجاوز الأزمة متعددة الأوجه التي تواجهها في ظل عالم يمر بأزمة قيم وأخلاق تتطلب تحولا عميقا للعلاقات الدولية من أجل عالم أكثر تضامنا يقوم على حوكمة محلية وعالمية جيّدة.
أشار في تصريح لـ«الشعب” إلى أنه “كي يمكن رفع التحديات المقبلة والانخراط في مسار مستقبلي دون نسيان أو تناسي الماضي، فإن الجزائر بحاجة إلى تجميع كل أبنائها وكافة القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتفادي الانقسام حول مواضيع ثانوية مع الالتزام باحترام الاختلاف في الرأي والتوجهات من خلال التشبع بثقافة التسامح”.
وانطلاقا من هذا، يضيف محدثنا، يكون بالإمكان تجسيد عهد أول نوفمبر 1954 وفقا لخيار التنمية المستدامة التي تمزج بين الفعالية الاقتصادية وعدالة اجتماعية عميقة - أكد الخبير تعلقه بها - عن طريق إتباع إستراتيجية ملائمة في مواجهة الرهانات الجيواستراتيجية العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية التي ترتسم في الفترة 2016 / 2030 مع الأخذ في الاعتبار تاريخ البلاد الثري وخصوصيتها الثقافية.
واعتبر مبتول في ضوء مؤشرات المشهد الراهن للقرن الواحد والعشرين أن “الوطنية الحقيقية تتمثل في مدى قدرة الجزائريين عل المساهمة في مضاعفة القيمة المضافة على الصعيدين الوطني والعالمي”، ومن ثمة فإن التوجه للتعاطي مع القضايا الاقتصادية الجوهرية مسألة مصيرية تتجاوز بكثير الرؤية الضيقة والحسابات الفئوية على اعتبار أن السيادة الوطنية مكسب للأجيال يجب صيانتها وليس من يوم أفضل لتجديد العهد للشهداء مثل الخامس جويلية.