أكد الأستاذ شويتر.ع باحث في علم الاجتماع العمل والتنظيم، في حديث ل»الشعب» أن ظاهرة اختطاف الأطفال ليست بالظاهرة الجديدة وهي موجودة من قبل، غير أن وسائل الإعلام والاتصال هي من ساعد في الترويج لهذه الأعمال المشينة وأعطت لها صبغة «حادث رأي عام»، مشيرا إلى أن هناك اعتداء جسدي على الأطفال سنويا على مستوى العالم، وأكثر من 80 بالمائة تحدث في الوسط العائلي، حسب إحصائيات مصالح الشرطة وبعض الهيئات الوطنية مثل الهيئة الوطنية لترقية الصحة فوروم».
يرى الباحث في علم الاجتماع، أنه لابد من القيام بدراسة جادة في هذا المجال للخروج بنتائج توضح الأسباب الحقيقية وراء حدوث ظاهرة الاختطاف لدى الأطفال، مبرزا بعض الأسباب كعدم الامتثال للقواعد السلوكية والمعايير الاجتماعية في المجتمع التي أصبحت تعيش انحرافا، دفع بالشخص إلى القيام بجريمة، معتبرا اختطاف الأطفال بأنه انحراف وضرب من فنون الإجرام، قائلا:» الطفل يمثل الأداة التي يخاطب بها المجتمع».
وحسب شويتر فإنه، خلال السنوات الأخيرة أغلب المجرمين ارتكبوا الجرائم لأسباب منها تصفية حسابات بسبب أخطاء ارتكبها الآباء في مجال الأعمال وكان الطفل هو الضحية، فالمجرم أصبح يبحث عن الإثارة بتقليد ما يحدث في الأفلام وبالتالي فهي جرائم إثارة، بالإضافة إلى البعد النفسي الذي يمثل 70 بالمائة والبعد الاجتماعي، وكذا نوعية العلاقات الاجتماعية غير السوية أو غير المرغوب فيها، فتشكل فئة معينة من المجتمع يمكن أن تؤثر على الطفل الذي يكون ضحية.
وفي هذا السياق أشار إلى أن البعض ينظر إلى الجريمة على أنها مشكلة أمنية وهو خطأ بل هي مشكلة اجتماعية، مضيفا أنه لم تقدم دراسة كاملة من طرف المراكز المختصة للجزم أن هناك سبب حقيقي للظاهرة، فالأسباب المذكورة سالفا تبقى مجرد تخمينات، داعيا إلى إعداد دراسة وطنية لتشريح الظاهرة التي أصبحت منتشرة في كل الولايات. بعد أخر تطرق له المختص وهو معاناة بعض الأفراد من الأمراض النفسية ما يدفعهم للقيام باعتداء جنسي لتحقيق رغباتهم الجنسية.
وعن أثار الظاهرة خاصة على الأطفال، أوضح المختص في علم الاجتماع أنه تجعل الطفل يعيش اضطراب نفسي نتيجة الجرائم وما يروج لها، ويصبح له خلل نفسي، ورعب اجتماعي ولهذا لابد من رعايته لدى المختصين، كما أن المجتمع يصبح غير مستقرا نفسيا، وبالتالي يؤثر على الاندماج الاجتماعي للطفل الذي أضحى أسير الأسرة ولا يمكنه التمتع بطفولته في الشارع مع أقرانه كونه عرضة للمخاطر ويعيش ما يسمى «فوبيا إجتماعية»، حسب ما أفاد.
أما على مستوى المجتمع فالآثار السلبية للظاهرة تتمثل في ضرب التماسك الاجتماعي للمجتمع ويصبح الفرد يعيش اللااستقرار الاجتماعي والأمني، مشير إلى أن هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا الذي كان متماسكا في الماضي، واستطاعت هذه الظاهرة المشينة التغلغل داخل النسق الاجتماعي لمجتمعنا.
وفي هذا الشأن، دعا شويتر السلطات المختصة لتكاثف الجهود مع مراكز البحث العلمي والجامعات للقيام بدراسة وطنية لتشريح أهم الأبعاد والمؤشرات الحقيقية الكامنة وراء هذه الظاهرة، وستكون الدراسة بمثابة البوصلة لرسم معالم سياسة وطنية وقائية في المجتمع.