احتضنت قاعة السينما بالأبيار، أمس، منتدى الشباب لنموذج الأمم المتحدة الجزائر، تحت شعار: «الطريق إلى 2030: القضاء على الفقر وتحقيق الإنتاج والاستهلاك المستدامين»، حيث تم التركيز على فئات عمرية في قطاعات متعددة لتحقيق التنمية بالعمل على الربط بين القطاعات الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية والبيئية.
سعاد بوعبوش
في هذا الإطار، قال عبد الجليل عارف، مدير ومؤسس برنامج نموذج الأمم المتحدة الجزائر، في تصريح لـ «الشعب»، إن البرنامج يسعى إلى إبراز قدرات هذه الفئة في فن الخطابة والتمرّن على الاتصال والتواصل بالطريقة السليمة، واكتساب قدرات المفاوضة وإيجاد الحلول وإحداث أرضية للتواصل مع الآخر ومختلف العقليات.
أوضح عارف، أن المنتدى يتزامن والاحتفال باليوم العالمي للشباب، من خلال مشاركة الشباب من مختلف ولايات الوطن بهدف خلق جسر التواصل والارتقاء وتنمية علاقات وطيدة. ونسعى من خلال فرضية التوصل بين فئة من الشباب الناجحين في بعض المجالات كالإعلام وتكنولوجيا الاتصال والدبلوماسية، بهدف مشاركة الخبرات وتعلم قيمة العطاء.
وحول موضوع الشعار العالمي، قال عارف إن البرنامج يسعى من خلاله إلى تعزيز شبكات التواصل بين الشباب وإيجاد فرص لذلك والتعريف بقدراته وإمكاناته خدمة لمجتمعه وللدولة التي ينتمي إليها، ومن ثم فالبرنامج ذو طابع تربوي بحت، وهو ما ساهم في انخراط حوالي 827 شاب في هذا البرنامج.
بدورها اختارت «نالدي مسيمانغ»، الأمينة العامة لجنوب إفريقيا، من خلال تدخلها في دورة الدبلوماسية، التطرق إلى السياسة الخارجية والدبلوماسية من أوبونتو، الدوافع والتوجهات على ضوء السياق العالمي، الحلول للمشاكل، وذلك على ضوء الشعار الذي اختارته الأمم المتحدة لهذه السنة والذي يتطرق لظواهر يتشارك فيها الجميع في العالم، خاصة في إفريقيا، وتمس ما يقارب 7 ملايين شاب أو أكثر.
من جهة أخرى لم تهمل «نالدي مسيمانغ»، الدور الدبلوماسي الجزائري في التعامل مع القضايا التي تهمها، خاصة في إفريقيا، لاسيما الإنسانية منها ومحاولاتها لحلها أو التخفيف منها، ما يجعلها في كل مرة تفرض العلامة الجزائرية وهو أمر ليس بجديد، حيث أصبح من المكاسب، تضاف إليها مكاسب حققتها لاسيما في مجال تمكين المرأة من المكانة التي تستحقها.
في المقابل، ركز لاعب خط الهجوم لفريق الأفلان المجاهد محمد معوش، على أن تطلعات شباب اليوم تختلف مقارنة بالفترة التي عاشها، حيث ساهموا في التعريف بالقضية الوطنية في مختلف المحافل الرياضية الدولية، لاسيما بدول الشرق واغتنامهم الرياضة فرصة ثمينة لخدمة الجزائر التي كانت آنذاك في حرب مع فرنسا وجعلهم من فريق كرة القدم لجبهة التحرير الوطني السفير الأول للجزائر في مجابهة الاستعمار الفرنسي.
وبحسب معوش، فإنه بالرغم من اختلاف التطلعات والطموحات لشباب اليوم، إلا أن ذلك لا يمنع من أن تبقى خدمة الجزائر هي النقطة المحورية ولو بشكل آخر وفي مجالات متعددة، وما على شباب اليوم إلا أن يضعوا هذه النقطة بين أعينهم ويعملوا على أساسها، بالإضافة إلى تحقيق ذاتهم في وطنهم وليس بالخارج.
وبالعودة إلى الملتقى، فقد ضم ما يقارب 200 شاب مشارك، خصصت ندوات تم التطرق من خلالها إلى ميادين عديدة تتعلق بالدبلوماسية، التعليم، البيئة، الصحة، المقاولاتية والابتكار. وكل متحدث ركز خلال مداخلته على الموضوع العام لهذا المنتدى، إلى جانب تخصيص ورشات ترأسها مدربون متخصصون في مجالات متعددة.
وتزامن المنتدى مع الاحتفال باليوم العالمي للشباب، الذي اختير له شعار «الطريق إلى 2030: القضاء على الفقر وتحقيق الإنتاج والاستهلاك المستدامين»، وهذا من أجل تحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 وسيتم التركيز على الدور القيادي للشباب للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية.
ويهدف منتدى الشباب لنموذج الأمم المتحدة الجزائر، إلى إيجاد حلول للقضاء على الفقر بكل أنواعه في مختلف الميادين، بناء أهداف للتنمية اعتمادا على إنجازات الألفية والسعي إلى إتمام مشاريعهم التي لم تكتمل، ناهيك عن إلى تشجيع الشباب الجزائري للقيام بخطوات إيجابية سعيا لتطور مجتمعنا.
يضاف إلى ذلك، خلق روابط بين الشباب المشارك لتعزيز التواصل بينهم، وإيجاد جسر تواصل بين القياديين والشباب المشارك الطامحين لترك بصمتهم، تمكين الأفراد والمنظمين الذين يعيشون في أوضاع مالية صعبة، وتوفير إمكانية الحصول على الخدمات الاجتماعية الإنسانية للجميع، وإلهام الشباب الجزائري لضمان الاستمرارية لمشاريعهم.