ركز المحتفلون بالذكرى الـ 60 لمؤتمر الصومام، على البعد الاستراتيجي الذي وضعه مؤتمر الصومام كأرضية صلبة لافتكاك الاستقلال، الذين أرادوا بلوغ الهدف المشترك وضرب المستعمر الفرنسي على أرض المعركة وكذا سياسيا ودوليا .
تم في إطار الاحتفالات إطلاق اسم شارع أول نوفمبر على الشارع الرئيسي ببلدية أولاد مومن تخليدا لهذه الذكرى المجيدة من طرف السلطات المحلية للولاية، حيث حاضر العديد من المجاهدين عن الظروف التي سبقت أحداث الهجوم الشمال القسنطيني والمحطة التي جاءت بعده مباشرة كضرورة ملحة وهي انعقاد مؤتمر الصومام من أجل إعطاء جانب أكثر تنظيم وتنسيق للثورة التي باتت تلف التراب الوطني آنذاك والتعجيل برحيل المستعمر الفرنسي، وتجنيب الأهالي ويلات التعذيب والتشريد والتهميش الممارس عليهم من طرف القوات الاستعمارية في محاولة للضغط على جبهات المقاومة الثورية وعزلها عن الاحتضان الشعبي لها.
في ذات السياق يعود بنا أستاذ التاريخ ولد احمد عبد القادر إلى ظروف انعقاد مؤتمر الصومام الذي جاء كنتيجة مباشرة لهجومات الشمال القسنطيني، إذ يقول « شكلت أحداث 20 أوت 1955 المتنفس الحقيقي للثورة الجزائرية على مستوى الولايات الداخلية التي تفنن العدو الفرنسي في عمليات التضييق عليها، وحشد آلته العسكرية للقضاء عليها في جبال الأوراس والوسط وجبال جرجرة، الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن نتائج هذه الهجومات، وهي عبارة عن أبعاد لوجستيكية في الثورة من أجل إيجاد منافذ من وراء هذه الأحداث لتمرير السلاح والمؤونة للجبهات المقاومة في هذه المناطق التي شدد عليها الحصار، وهو بالفعل ما كانت له نتاج باهرة على مستوى الدفع الحقيقي للثورة التحريرية باتجاه النصر والتعجيل برحيل القوات الاستعمارية .الأمر الثاني في هذه الذكرى المجيدة هو مؤتمر الصومام الذي يعتبر وبنوده أهم وثيقة في الثورة التحريرية بعد بيان الفاتح من نوفمبر 1954، هذا المؤتمر جاء لإعادة ترتيب الثورة الجزائرية من جديد، من أجل تثمين العمل الثوري ضد المستعمر وإعطاء الثورة التحريرية بعدا عالميا في ظل الثنائية القطبية آنذاك ما شكل نقطة فارقة في كسب النضال السياسي إلى جانب العمل المسلح كقوة رادعة للطموح الاستعماري المتغطرس واللامتناهي».
وأقامت مديرية الثقافة لولاية سوق أهراس بالتنسيق مع السلطات الولائية معرضا عن أهم الأحداث التي جاءت في هذه المرحلة التاريخية الهامة من الثورة الجزائرية موثقة بالعديد من الشهادات الحية لمجموعة من مجاهدي القاعدة الشرقية للثورة التحريرية، حيث ذكر المجاهد محمد الصالح بحري « في تلك المرحلة كان هناك استنفار كبير من طرف القوى الاستعمارية لإخماد هذه الانتفاضة، في سوق أهراس نظم الشهيد جبار عمر الأفواج حوالي 05 أفواج بمعية السبتي بومعراف، للقيام بعمليات بتاورة، والفوج الثاني كان بقيادة احمد لقبايلي، والفوج الثالث بقيادة باباي عمار، والفوج الرابع بقيادة محمد لصنام، هذه القوات كل واحدة تم تكليفها بمهمة، القوات الاستعمارية كانت موزعة على ثلاثة مراكز، مجموعة تم تكليفها بحرق الأكواخ التي تحوز على الحركى، ومجموعة لضرب الدرك الفرنسي، ومجموعة لإسقاط الأنفاق وأعمدة الكهرباء، بما يوازي حوالي 60 مجاهدا، وفعلا كان الترتيب موفقا وتم تنفيذ هذه العمليات وفق ما تم تسطيره».