الجمـــاعــــات المحليــــــة شريك في إحيــــــــاء التظاهرات الوطنيـــــة
الحفاظ على هويتنا مرهون بدعم مادة التاريخ في الوسط التعليمي
شكلت ذكرى هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام محطة بارزة في تاريخ الجزائر الحديث، وهو ما وقف عنده مجاهدون وممثلو المجتمع المدني، خلال ندوة نقاش نظمها الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية احتفاء بالذكرى، أشادوا فيها بتمسك الشباب بالوحدة الوطنية والحفاظ على مكاسب الاستقلال التي تحققت بفضل عزيمة الرجال، مؤكدين أن استقرار البلاد مرهون بالحفاظ على مقومات الدولة وذاكرتها.
دعا الأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية قايس طاهر الشباب إلى الامتثال لمبادئ ثورة نوفمبر المجيدة والحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد الاستقلال، بفضل رجال صدقوا وأخلصوا في نضالهم لأجل تحرير الوطن، مشيرا إلى أن إحياء الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام هي محطة للتذكير وأخذ العبرة من تاريخ الجزائر المجيد.
وتشكل المحطة التاريخية منعطفا حاسما في تاريخ نضال الشعب الجزائري الذي التف حول رجالاته وهو ما أكد عليه قايس في كلمة له خلال إحياء الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية الذكرى بدار الثقافة ببلدية عين طاية بالعاصمة، مذكرا أن الاحتفال بالذكرى هو بحد ذاته عربون وفاء لأولئك الذين ساروا بالبلاد نحو بر الأمان من شهداء ومجاهدين.
ويضطلع اتحاد الشبيبة الجزائرية يضيف أمينها العام بتلقين الأجيال الحالية دروس الحركة الوطنية وهو مبدأ راسخ في التنظيم الذي يسعى إلى دعم الاستقرار في البلاد، ويدعوا تكرار ومرارا مناضليه الطلبة إلى عدم الانسياق وراء دعوات التفرقة والمصالح الشخصية، قائلا «إن الروح الوطنية لا تزال راسخة في أذهان الشباب» ودورنا هو الحفاظ عليها ورموزها الوطنية».
من جهته، أكد الأمين العام لقسمة المجاهدين ببلدية عين طاية المجاهد رابح بوستة أن جيل الثورة مطمئن أتم الاطمئنان على جيل الاستقلال، الذي تحلى بالروح الوطنية والمسؤولية التاريخية تجاه وطنه، مشيرا إلى أن مظاهر التماسك والوحدة الوطنية باتت تؤكد أن شبابنا بخير ويعي تماما حجم التحديات المتربصة ببلادنا، منوها بدور المنظمات الشبابية في هذا التماسك.
وربط المجاهد تاريخ الماضي بحاضره حينما قال إن هجومات الشمال القسنطيني نفذت لفك الخناق والحصار عن منطقة الأوراس بدعوة من قيادات الثورة إيمانا منهم بتقديم العون لإخوانهم والوقوف إلى جانبهم، يضيف المجاهد أن شباب اليوم كذلك أظهر تكاتفا وتماسكا بين مختلف فئاته منزويا تحت كلمة سواء عنوانها الحفاظ على استقرار البلاد.
وتداول العديد على منصة الندوة التي حضرها عدد من الشباب من مختلف ولايات الوطن وأجمعوا على ضرورة النأي بالجزائر والتحذير من دعوات الخراب العربي على حد تعبيرهم، مثمنين دور المجتمع المدني في تنظيم هكذا مبادرات وفي هذا الإطار قال رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عين طاية إن الجماعات المحلية تؤدي دورا في الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
وتتجدد الدعوة تزامنا مع الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني 1955 ومؤتمر الصومام 1956 إلى دعم مادة التاريخ في الوسط التعليمي وهو ما دعت إليه النائب عن حزب «الآفلان» بالمجلس الشعبي الوطني بن تركي أم السعد، مشيرة إلى أن الوضع الراهن يستدعي الحفاظ أكثر من أي وقت مضى على هويتنا الوطنية وتاريخها المجيد.