تمتلك الجزائر قدرات كبيرة في المجال الصحي تجعل الجميع يتساءل عن سر عدم القدرة على تقديم أحسن الخدمات في الوقت الذي باتت فيه دول الجوار قبلة للمرضى الجزائريين الذين يفضلون اقتناء العملة الصعبة من السوق الموازي والذهاب للخارج للاستفادة من التطورات الحاصلة في المجال الصحي والطبي.
ويضمن 60 ألف طبيب في الجزائر بين عام وخاص الخدمات الصحية وهو رقم معتبر بالمقارنة مع العديد من الدول بما فيها المتقدمة مع احتساب 10 آلاف طبيب هاجروا إلى فرنسا للعمل هناك حسب تصريحات عمادة الأطباء الجزائريين، ويذكر أن هؤلاء الأطباء الجزائريين إما يقبلون العمل كممرضين في فرنسا أو الخضوع لدورات إعادة المطابقة في صورة تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الإطارات الجزائرية من الهجرة دون أن تدفع البلدان المستقبلة حقوق تكون تلك الإطارات.
وتبقى الخدمات الصحية بعيدة عن التطلعات وبدأت تفقد في كل سنة ثقة المواطن الجزائري الذي أتعبته الشكاوى التي يوجد منها 200 شكوى ينظر فيها العمادة قبل إحالة المتورطين فيها على مجالس التأديب.
وبين تراجع الخدمات وتزايد الانتقادات والزيارات الفجائية للوزير بوضياف طغى إلى السطح ملف برنامج التلقيح الجديد الذي يطرح بدوره عدة تساؤلات فنظام التلقيح القديم كان جيدا ولم يخلف انعكاسات سلبية فكيف لنا أن نستخلفه ولماذا في هذا الظرف بالذات الذي تعاني فيه الجزائر ماليا وهل لمخابر الدواء التي باعتنا لقاحات أنفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور، وغيرها من الأمراض التي ظهرت فجأة واختفت فجأة وبقيت تلك اللقاحات مخبأة حتى انتهت صلاحياتها وسترمى مستقبلا.
إن قطاع الصحة الذي يستفيد من اعتمادات مالية ضخمة حتى في زمن التقشف مطالب بتصحيح الذهنيات وتغيير السلوكات للوصول إلى خدمات تراعي الجانب الإنساني قبل الاستشفائي.