المجاهد صالح بن قبي من المدية:

فرنسا قابلت الإنتفاضات الشعبية السلمية بكل أنواع الفساد والترهيب

المدية: م.أمين عباس

جريمة ضد الإنسانية بلا متابعة قضائية

قدم المجاهد والسفير السابق صالح بن قبي، أمس، بجامعة المدية أبعاد انتفاضة يوم الهجرة، من خلال عرض كرونولوجي لأهم الأحداث التي عاشها مع الطلبة والقادة الثوريين، مؤكدا في بداية هذا العرض التاريخي، أنه من الصعب جدا كتابة ماضي الجزائر، مشيرا إلى أن هناك بعض القادة من وقع في أخطاء بسبب قناعاتهم الفكرية.التفاصيل في هذه الوقفة لـ “الشعب”.
ذكر بن قبي خلال الإحتفائية المنظمة من المتحف الجهوي للولاية الرابعة بالتنسيق مع جامعة الدكتور يحي فارس، بصفته أحد مؤسسي إتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، بما قدمه الأمير عبد القادر للثورة الجزائرية  وقت مولاي عبد الرحمان المغربي، حيث كان الأمير يعتقد بأن فرنسا جاءت لغزو الجزائر، وأنه رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر والضغوط التي مورست عليه إلا أنه لم يستسلم لهذا الوضع، خصوصا بعدما لاحظ بأن فرنسا كانت تخطط لإبادة الشعب الجزائري، وإقدامها على وضع قبائل داخل مغارات  ومن ثم حرقها بالنار.
أكد هذا الرمز من بين رموز الثورة الجزائرية، بأنه مع ظهور الإنتفاضات الشعبية، عاثت فرنسا فسادا في الجزائر، وأروتهم مرارة العيش بعد انتهاء نظام هتلر، غير أن ذلك لم يمنعها من تكبد أول هزيمة نكراء بمعركة ديان بيان فو، فضلا عن أنه شاءت الأقدار، ب­­حسبه، أن يلتحق بالجامعة بالعاصمة في نوفمبر 1954، والتي كانت وقتها تحوي 5000 طالب أوروبي، من بينهم 400 طلب جزائري فقط، حيث كانت اللغة العريبة وقتها حكرا على المستشرقين العرب، مستطردا أنه لهذا السبب يعي خلفية هذه المظاهرات عن قرب.
اعتبر المجاهد بن قبي، أن الكفاح العسكري كان منقولا عبر جماعات قليلة وبأسحلة محدودة وبدائية، وهو ما أهّل الشعب للإلتحاق بالثورة وأنجحها، كما أنه وبعد وقت قصير باتت الثورة بحاجة إلى نخبة المجتمع لبعث بعض الوظائف وجلب الثانويين الجامعيين ومنه جاء إضراب الطلبة بقرار مؤرخ في فيفري 1956، حيث كان وقتها نائبا للقائد بن يحي، وتم تكليفه بتبليغ هذا القرار.
ونبه بن قبي في هذا المقام بأنه لا يجب نسيان بأن الجالية بفرنسا الكبيرة ووجود طبقات من الأوروبيين ساعد على انشاء خلايا حزبية موالية للثورة الجزائرية. وتم عقد وقتها أول مؤتمر للطلبة في باريس مارس 1956 ووجد هؤلاء أنفسهم محاطين بالعمال المنتمين إلى الميصاليين، وبعدها جاء الإضراب الخاص بطلبة العاصمة وكان للثانونيين دور في دعم القضية الجزائرية في الداخل والخارج، حيث كان وقتها من الواجب لم شمل الثانويين والجامعيين بقصد تنظيم إضراب كبير بالجزائر العاصمة، مقترنا تنظيم هذا الإضراب باللجنة المديرة والتي كان لها الحل والربط في مثل هذه الأعمال والأنشطة، علما بأن الخروج إلى الشارع كان بفضل القادة وليس الطلبة.
واستشهد بن قبي في ذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961 التي وصفها بالجريمة ضد الإنسانية لم تتابع قضائيا، بالتضامن والروح المسؤولة التي كان يتحلي به الجزائري وقتها، إذ بعد عملية بحث عنه من طرف البوليس الفرنسي لمدة عام لم يقبضوا عليه لكون أن الكل كان يعمل بنظام الإخوة لأجل قضية عادلة، كاشفا بأنه أجبر على التزام الصمت في فرنسا حتى لا تنكشف أمور الثورة المجيدة.
اختتم المحاضر مداخلته قبل فتح النقاش أمام الطلبة والطالبات بأن مظاهرات الجالية الجزائرية بفرنسا كانت سلمية وأطرها القادة في إشارة لرفض الجزائريين للإستعمار الفرنسي والتعبير عن مساندتهم المطلقة للثورة كما أن هذه القضية هي قضية شعب واحد، حيث قوبلت هذه المظاهرات آنذلك بمجازر رهيبة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025