قال الدكتور محمد هدير، إن إنشاء قناة تلفزيونية تؤكد مواقف السياسة الخارجية الجزائرية غير ضروري في الوقت الحالي، مقللا من شأن المبادرة مادامت هناك نخبة تقوم بذلك في المحافل الدولية، قائلا إن الفضائيات الخاصة مطالبة بذلك وهو ما يمليه القانون في عدة دول.
بحسب الأستاذ هدير، المتخصص في العلوم الصحافية، فإن الفضائيات الخاصة مطالبة بعلب دور كبير في تبنّي المواقف الوطنية، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وهو الأمر المعمول به في الدول المتقدمة إعلاميا، حيث تتبنّى كل وسائل الإعلام في تلك الدول بسياسة واحدة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية.
وتمشيا مع ما تحظى به سياستنا الخارجية تجاه القضايا الدولية، لاسيما المناطق والدول التي تشهد بؤر توتر وعدم استقرار، كانت الجزائر سبّاقة لمعارضة أي موقف يدعو إلى التدخل في شؤون الدول، حيث ذكّر الباحث ضيف “الشعب” في هذا الصدد، بموقف الجزائر المشرف تجاه اليمن وليبيا.
وأشار الدكتور هدير، إلى إنشاء فضائيات للدفاع عن السياسة الخارجية الوطنية قد يكون على المدى البعيد وهو طرح مستبعد في الوقت الحالي، لأن الجزائر ليست بحاجة لمن يعترف بمجهوداتها على الساحة الدولية في إحلال السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، إقليميا وحتى على المستوى الدولي.
في ظل التنافس الإعلامي الكبير على المستوى الدولي، لجأت القوى العظمى إلى تخصيص فضائيات بعينها موجهة لدعم سياساتها الخارجية. وتركز تلك الدول على مستعمراتها السابقة، من خلال ضمان تغطية إعلامية دورية للشأن الداخلي لتلك الدول، وتنطق بلغاتها الأم حتى تؤكد مواقفها الخارجية.
في هذا الطرح الذي تتبناه أغلب الدول التي تسعى إلى إثبات سياساتها الخارجية، قال الدكتور هدير إن الجزائر تختلف عن هذا الوضع، باعتبار أن مواقفها الخارجية تحظى بإشادة دولية معتبرة. موضحا أن الجزائر تملك طرقا ووسائل مغايرة، لكن ذلك لا يعني التخلي عن اعتماد فضائيات تعمل في هذا السياق لتعزيز تموقعها ودورها.
وأشاد هدير، الأستاذ بالمدرسة العليا للصحافة، بالمكاسب والإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية منذ الاستقلال، حيث ذكر منها دور الجزائر في تحرير الرهائن الأمريكيين لدى إيران، وإحلال السلم في مالي واحتضانها اجتماعات الفرقاء في ليبيا.
وفي معرض حديثه عن دور الإعلام في دعم السياسات الخارجية، ذكر الباحث أهمية ذلك في مواجهة الصور النمطية التي قد تترسخ في أذهان المتلقين، جراء تداولها في الفضاءات العمومية. موضحا أن دور الإعلام المستقل هو تصحيح المفاهيم ومواجهة التفكير السلبي الذي قد يسيطر على عقول المتلقين.