يحصن أمن الجزائر ويخدم مصالحها الحيوية

بناء إعلام قوي وناجع أولوية وطنية

أمين بلعمري

إن اليوم الوطني للصحافة لا يجب أن يختصر في الجانب الاحتفالي البروتوكولي فقط ولكن لا بد أن يكون محطة تستوقفنا لإجراء جرد لما تم تحقيقه على طريق بناء إعلام وطني مسؤول وفعال، يكون قادرا على إسماع صوت الجزائر وإيصال صورتها إلى العالم كله من جهة ويساهم في الاستقرار والتنمية الوطنية وترسيخ الديمقراطية و روح المواطنة من جهة أخرى و هنا سوف لن أضيف جديدا إذا قلت أن الإعلام والوسائط الاتصالية الأخرى أصبحت إحدى وسائل المحافظة على أمننا القومي الجزائري وخدمة مصالح الدولة الجزائرية شأنها شأن سائر الفواعل الأخرى في هذا.
ليس من المبالغة القول أن الجزائر هي في أمس ما يكون إلى الإسراع في التأسيس لإعلام وطني يحمل على عاتقه الدفاع عن مصالحها في الداخل والخارج خاصة وأننا نعيش في زمن المركبات الإعلامية الضخمة الملحقة بوزارات الخارجية التي تمتلك فريقا من المراسلين عبر كل دول العالم أين أصبح يضاهي ما يقوم به أولئك المراسلون نشاط ممثليات دبلوماسية بأكملها بل مرات يكون تأثيرهم أكبر وأوسع بمرات وهذا ما تفطنت إليه الكثير من الدول التي سارعت إلى إنشاء قنوات تلفزيونية إخبارية ملحقة بآلتها الدبلوماسية لخدمة أهداف سياستها الخارجية على غرار قناة “فرنسا 24” الناطقة بمختلف اللغات ومن بينها اللغة العربية التي أصبحت تحظى بمتابعة كبيرة في الدول العربية وخاصة المغاربية منها إلى درجة أصبحنا معها نستقي بعض الأخبار التي تخص بلادنا من هذه القناة ومن غيرها في حين لازالت وسائل الإعلام في الجزائر تعيش حالة من التيه والتخبط لأسباب عدة ومن بينها عدم توفر المعلومة الرسمية أو شحها على الأقّل مما فتح الباب مشرعا أمام الإشاعة والدعاية المغرضة التي أصبحت تملأ هذا الفراغ بحكم قانون الطبيعة التي لا تحتمل الفراغ.
لقد قيل الكثير عن الاتصال المؤسساتي في العديد من المناسبات ولكن أين وصلنا في هذا الاتجاه ؟ هنا نكتشف أننا مازلنا في مرحلة الصفر حيث مازالت أغلب مؤسسات الدولة الجزائرية تفتقد إلى ناطقين رسميين باسمها وإلى مكلفين بالإعلام والاتصال يقومون بدور الوسيط بين مؤسساتهم ووسائل الإعلام ومن ثمة بينها و بين المواطن و لكن يبدو أن السلسلة لا تزال حلقاتها منفصلة ومازال الصحفي يبحث عن العنوان الصحيح للمعلومة وعندما يجده تصد في وجهه الأبواب بحجج ومبررات مختلفة وهنا نصل إلى حقيقة واحدة هي أن ثقافة الاتصال تبقى الغائب الأكبر في مؤسساتنا بسبب الخوف المعشش في داخل بعض المسؤولين من عملية الاتصال و التفاعل مع وسائل الإعلام بسبب أفكار مسبقة جعلتهم يصنفون الصحافة في خانة (خطر).
إن قطار التكنولوجيا والتطور لا ينتظر أحدا و لن يعود إلى المحطة التي مر منها من جديد وعليه فإن تشجيع إنشاء مؤسسات إعلامية قوية ومتطورة يجب أن يكون ضمن أولويات الدولة وتجربة (الربيع العربي) بينت بطريقة لا تترك مجالا للشك الدور الهائل لوسائل الإعلام في صناعة الرأي العام و كيف أن الأحداث صنعت وسيّرت انطلاقا من شاشات وأستوديوهات قنوات تلفزيونية لديها بإمكانيات ضخمة واحترافية كبيرة مكنتها من السيطرة على عقول و تفكير الناس و جعلتهم يقفزون في الجحيم والابتسامة ترتسم على وجوههم.   
 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025