فريق يفكر و يعمل لتحقيق المصالح

هوليود تستثمر في الصورة النمطية للعرب و المسلمين و ترّوج لها دون تفرقة

سعاد بوعبوش

برّر محمد هدير أستاذ  الإعلام و الاتصال و رئيس لجنة الصداقة الجزائرية الأمريكية إنتاج الفيلم الأمريكي الذي يتناول لكونه يترجم طبيعة النظام الأمريكي  المبني على أساس التخويف من عدو إما موجود أو محتمل أو حتى اختلاق عدو وهمي ولشد انتباه المواطنين الأمريكان خاصة و أنه يتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية .
أوضح هدير ضيف “الشعب” أن الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى إستراتيجية واضحة و صريحة تحكمها المصالح  كما تعمل بمبدأ “عدو اليوم ليس عدو دائم “، و الأمريكان منذ عام 2001 أدركوا أن أغلب احتياجاتهم تأتي من إفريقيا و هي حقيقة أصبح يدركها حتى الرأي العام ، و من ثم فلابد من التحضير النفسي لهذا الأخير بضرورة الحفاظ على مصالحها في هذه المنطقة من خلال الدعاية الإعلامية عن طريق هذا الفيلم .
و حسب هدير فإن هذا النوع من الأفلام التي لا تشكل في حقيقة الأمر أي خطر على الجزائر على حد قوله - بل تشرعن لأي تدخلات مستقبلية بالمنطقة- ، و من ثم فهو يمهد لفكرة القبول لما سيتخذ من قرارات مستقبلية  في سبيل الحفاظ على مصالحها بهذه القارة و تعزيز التعاون و التنسيق مع الجزائر باعتبارها الدولة الأكثر قدرة على إدارة المنطقة و لتكون شريكا فعالا بالنظر للنفوذ الذي تتمتع به و هي حقيقة تدركها أمريكا جيدا.
من يملك الدعاية الذكية ...يسيطر على العالم
و عن أسباب اختيار الجزائر  دون غيرها من دول المنطقة كموضوع لسيناريو الفيلم قال أستاذ  الإعلام و الاتصال أن السينما الأمريكية لا تفرق في المعاملة بين أحد فيكفي أن يكون الأمر يتعلق بالعرب و المسلمين لتقدمهم للرأي العام الأمريكي بالصورة النمطية المعتادة و تروّج لها و الاستثمار فيها من خلال اعتماد سناريوهات إيديولوجية تخدم و تتماشى ما سياستها الخارجية و غير ذلك فهو مرفوض أو غير صالح للنشر و هذا لإدراكها الدور الهام الذي تلعبه صناعة الخبر بالميديا و التي تتضمن صناعة الكتاب المجلات الجرائد السينما الأفلام و حتى الأغنية .
و أوضح في هذا السياق أن منظري أمريكا أدركوا أهمية الدعاية الإعلامية مبكرا فمنذ 1941 قال بيرلز “نحن من يملك الوسائل لتنظيم العقول ، فنحن الطيبون الأذكياء و هم الصم البكم الأغبياء ويجب أن نتحكم بهم ....، لأننا نمتلك وسائل الدعاية الذكية”، و لهذا هم اليوم يملكون العلم بفضل هذه الدعاية، و نجد العالم العربي يواجه يوميا من خلال السينما الإيديولوجية الطامسة للثقافة والهوية الوطنية وهي تؤكد وجود فرق تفكر و تعمل لتحقيق المصلحة المسطرة .
و بخصوص دور الأغنية في تنوير الرأي العام قال إن الأنظمة الدكتاتورية لاسيما العربية منها تدرك جيدا هذه الحقيقة و تتعامل معها بحذر، و في كثير من الأحيان نجد أنها تحسب ألف حساب “للمغني، الإمام و الصحفي “، و هو نفس الأمر حصل في أمريكا ففي كثير من الأحيان كانت بعض الأغاني للفنانين الأمريكان لاسيما “الروك” تعبر عن الاحتقان و الرفض الذي عرفته بعض السياسات السابقة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025