''الكرمة'' منطقة عبور لشبكات ترويح المخدرات

مصالح الأمن بوهران تفشل مخطط كبار مهربي الكيف المغربي

وهران: براهمية.م

صنفت مصادر قضائية بوهران، بلدية الكرمة ضمن أكثر المناطق عبورا للمخدرات المغربية. وزادت حدة النشاط تضيف المصادر لـ «الشعب» مع دخول سوق الجملة للخضر والفواكه حيز الخدمة بمسار الطريق السيار شرق غرب، فيما تحولت محطات البنزين إلى نقاط تبادل وحظائر للمبيت وركن الشحنات، وهو الأمر الذي يمثل خطرا محدقا بعاصمة غرب البلاد، حسب ما تكشف عنه آخر التقارير الصادرة عن المصلحة الجهوية للشرطة القضائية الذين تصدوا بالمرصاد نهاية سنة ٢٠١٢ لاحدى أخطر جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود.
وجرى هذا حسب ذات التقارير في عملية شهدتها منطقة الكرمة التابعة لدائرة السانيا استعملت فيها عناصر الشبكة المروجة صناديق بلاستيكية فارغة للتمويه.



محطات بنزين تتحول إلى نقاط تبادل حر
العملية التي نفذت بإحكام على ضوء معلومات وردت إلى المصالح المشار إليها سابقا بوهران حول ترتيبات أتمها المسمى (خ. م) مع أحد الممونين المغاربة لتموينه بمادة المخدرات عن طريق الاتصالات الهاتفية التي كانت مكثفة بين الطرفين.
وأعلنت مصادر «الشعب» من المصلحة الجهوية للشرطة القضائية التابعة للناحية العسكرية الثانية، أن ٨ قنطار من القنب الهندي الموجه للترويج تم حجزها إثر هاته العملية، كما أوضحت أن القضية المعالجة تتعلق باستيراد المخدرات، تخزينها، حيازتها ونقلها من أجل البيع في إطار جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية، زيادة على تهريب السجائر والمركبات، التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية تصدرها الإدارة العمومية.
ونسبت هذه الأفعال إلى المتهم الرئيسي المسمى «خ. م» من مواليد ١٩٦٨ من المسيلة، استنادا إلى  المواد ١٧٦، ١٢٢،١٧٧  من قانون العقوبات و١٨، ١٩ من القانون ٠٤ ـ ١٨ المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاتجار والمواد غير المشروعين بها. وبالمواد ١٠، ١١، ١٢ و١٦ من القانون ٠٥ ـ ١٧ المتعلق بمكافحة المخدرات.
ونفس الأفعال تنسب إلى المتهمين «ع. س» و«ل.ج» و«ف.ع» و«ز. ص» و«ت. م» و«ت. ر» من نفس العائلة. أما المسمى «ع. م» فتقع الأفعال المنسوبة إليه تحت طائلة تخزين المخدرات شحنها حيازتها ونقلها، وهي الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بنفس المادة ١٧ من القانون ٠٤ ـ ١٨ المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاتجار أو استعمال غير المشروعين بها.
الجرائم كشفت عنها نتائج التحقيق التمهيدي المتوصل إليه منذ بدء التحريات التي سبقت التوقيف إلى عملية حجز المخدرات بتاريخ ٩ ديسمبر ٢٠١٢، بفضل مختلف الأدلة والمعلومات المتوفرة لدى المصالح المعنية انطلاقا من لون وترقيم الشاحنة التي تنقلت من المسيلة إلى وهران والسيارة من نوع «هينداي أكسنت» المرافق لها لاستطلاع وتأمين طريق العودة إلى عاصمة الحضنة، إضافة إلى ميعاد التنقل.
ترصدت الشرطة عناصر الشبكة التي دخلت من بلدية الكرمة بتاريخ ٨ ديسمبر. وتم مساء نفس اليوم استلامها على مستوى محطة بنزين بالكرمة من طرف المسمى (ز.ص) رفقة المسمى (ع. م) الذين اقتاداها إلى حاسي عامر بحاسي بونيف بوهران، حيث تم تنفيذ مراحل الجريمة بتاريخ ٧ ديسمبر ٢٠١٢، حيث كلف المسمى (خ. م) كل من (ل. ج) و(ع. س) بالتوجه إلى وهران على متن شاحنته من نوع «فيات أوم» التي كانت متوقفة بمنزل شقيقه (خ. ن) بأولاد عدى بالمسيلة، فيما رافقهما المشتبه فيه خلال رحلتهم منفردا على متن سيارته الخاصة من نوع «هيونداي أكسنت».
وقضى الثلاثة ليلتهم سويا داخل السيارة قرب محطة بنزين قرب بلدية زهانة، وفي اليوم الموالي تنقل «ز. ص» على متن الشاحنة مع «ع. م» لتسليم الشاحنة بمحطة الكرمة للمسمى «خ. م» ومرافقيه الذين تنقلا هناك بترتيب مسبق بينهم على متن سيارة من نوع «هينداي».
تعاملات بالملايير لاستقطاب عائلات بأكملها
مصالح الأمن التي انتابها الشك في سلوك المسمى «خ. م» ومن معه في أمر تسليم الشاحنة جعلتها تستوقف «ز.ص» ومرافقه المسمى «ع.م» لحظة وصولهم الكرمة، حيث كشفت عملية التفتيش عن مخبأ مهيأ على مستوى مقطورة الشاحنة تحمل ٨ قنطار من الكيف المعالج وتمويهها بصناديق بلاستيكية فارغة خاصة بالخضر والفواكه. وعلى إثر ذلك تقرر توقيف المشتبه فيهم الـ ٥ وإخطار وكيلة الجمهورية لدى محكمة السانية. ويشير مخطط ضبط وترتيب مراحل الجريمة، أن المخبأ بالشاحنة هيأ من طرف المسمى «خ.ن» شقيق «خ.ع» رفقة المسمى «ع.س» .
ولم تتوقف عدد القضايا عند هذا الحد، حيث قدم أحد المتهمين المدعو «ع. م» هوية كاذبة تكشف أنه من مواليد ١٩٩٦ بتسمسيلت، وفي نفس اليوم الموافق لـ٩ ديسمبر، وبموافقة من وكيل الجمهورية بقديل تم تفتيش منزل المسمى «ز.ص» الذي قام بشحن المخدرات، حيث تم استرجاع سيارة من نوع فلسفاغن باسيت.
واعترف المعني القاطن بحاسي عامر بوهران أنها نفس السيارة التي نقل على متنها ابن خالته «ت.ر» كمية المخدرات رفقة شقيقه «ت.م» و«ف.ع» وشخص آخر لم يتم بعد تحديد هويته، وذلك من بلدية السواني بمغنية، فيما لم يتم يعد تحديد هوية من كان على متن سيارتين نوع «بيجو ٦٠٥» و«فيتو كانتا» تأمننان المسلك للسيارة المحملة بالمخدرات، ليتبين أن لوحة ترقيمها غير صحيحة من خلال مراسلة مدير الإدارة العامة والتنظيم لولاية وهران.
وتقرر حجزها وضمها إلى ملف الإجراءات، وموازاة من ذلك تقرر حجز شاحنة من نوع «فيات أوم» وسيارة من نوع «هينداي اكسنت»، تم العثور داخل هاته الأخيرة ١٠ ملايين سنتيم. وبالنظر إلى كون الشاحنة المحجوزة التي كانت محملة بالكيف المعالج مسجلة باسم «ب.ك» من بسكرة تقرر حجزها.
وصرح «ل.ج» المكلف بنقل الشاحنة من المسيلة إلى وهران، أنه تعرف على «خ.م» باسمه مسعود منذ حوالي ٦ إلى ٧ أشهر بسبب نقل له محراثا واعداد من الماشية، إلا أن المسمى «خ.م» قرر الإبقاء عليه تحت تصرفه لاستغلاله كسائق عند الضرورة، حسب ما قيد التحقيق التهميدي.
وأقر «ل.ج» أنه منذ تعرفه على «خ.م»، وهو يحضره لمهمة من هذا النوع، في إشارة منه إلى تعامل «خ.م» مع شركاء لتمويل الذهب والحبوب المهلوسة وإعادة ترويجها، وكشف أنه سبق التعامل معه ٩ مرات في تهريب السجائر إلى الجنوب الجزائري بطريق ورڤلة وتُرت، وشحنة واحدة من المخدرات تم تسليمها على الطريق بين ورقلة وحاسي مسعود.
أما المتهم الرئيسي المدعو «خ.م» فلم يتعاون مع التحقيق إلا بعد مواجهته باعترافات مشاركيه، تضيف نفس المصادر، فأكد أن الشاحنة تحصل عليها عن طريق الهبة من عند المسمى تيني الساكن بتمنراست، واعترف «خ.م» أن تنقله إلى وهران كان بطلب من المسترد المدعو تيني من الطوارق الساكن بتمنراست وبرج باجي مختار.
وبنفس الطرق كشف أن عملية مماثلة نفذت منذ حوالي ٥ أشهر مع الشركاء «ل. ج» و«ع. س» وعلى الشاحنة تم نقل شحنة من المخدرات من شخص يجهل هويته، حيث نقلها من وهران  إلى حدود حاسي مسعود، أين استلمها شركاء المسمى تيني على متن «طويوطا ستاسيون» حسب ما ورد عن المتهم الرئيسي.
 كما نفى المتهم الرئيسي معرفته بهوية الجهة التي سلمته شحنة المخدرات في المرة الأولى والثانية، وأن دورهم يتمثل في نقلها إلى الصحراء الجزائرية إلى المسمى تيني، أما تحدثه للشخص المغربي فهو حسبه لا يتعدى تنسيق وتنظيم عملية عبر الهاتف  . ونفى ملكيته لكمية المخدرات، حين أكد أن قيمة التعاملات تراوحت ما بين ١٧٥ مليون سنتيم في الأولى و١٥٠ في الثانية.
أما فيما يخص تجارة السجائر التي جاءت في إدلاء شركائه، فجاء في تصريحات المسمى «خ.م» أنه بدأ النشاط كسائق لدى مهربي السجائر منذ حوالي ١٦ سنة، ومنذ ما يقارب ٥ سنوات بدأ العمل لصالحه الخاص، بعد أن توفرت لديه وسيلة النقل ومختلف التعاملات في نشاط تهريب السجائر والمخدرات تسجل حسب ما ورد عنه بتمراست وأدرار وبرج باجي مختار دون كشف هوياتهم.

تهريب السيارات وتزوير وثائق إدارية
وثبت من خلال التحقيق مع المشتبه فيهم أن المسمى «خ. م» تضيف مصادر «الشعب» يسير شبكة إجرامية يتعدى نشاطها الحدود الوطنية مدعمة بإمكانيات تضمن ديمومة تحركاتها من الشاحنات بمختلف فروعها إلى السيارات السياحية التي كانت في التحقيق منها ما تم تزوير وثائقه، ووسائل نقل أخرى تم إعادة بيعها ومنها ما تم حجزها أو تعرض لحادث مرور أثناء عمليات التهريب وهو ما ورد في التحقيق التمهيدي، ثم السائقين الذين انتدبهم المشتبه فيه الرئيسي لنقل المخدرات والسجائر المهربة مقابل عمولات مالية.
وامتد التحقيق ليشمل الشخص الذي يوفر الوثائق الإدارية المزورة، كما ثبت تعامله مع أشخاص من المغرب ليبيا وتونس. ويتواصل التحقيق للكشف عن عناصر أخرى تنشط في النقل وردت عن المتهمين وأخرى تستعمل في إطار التزوير وغيرها من القضايا العالقة إلى حين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024