خير سبيل للرد على المشككين

جمع الشهادات حول الثورة التحريرية من أفواه من عايشوها

بجاية: بن النوي توهامي

أكد العديد من المجاهدين والمؤرخين بولاية بجاية، على ضرورة الإسراع في جمع الشهادات الحية من أفواه من عايشوها، كونها تكتسي أهمية بالغة في تاريخ الجزائر، بهدف إعطاء الأجيال الصاعدة مراجع موثوقة، خاصة وأن الذين عايشوا أحداث حرب التحرير تقدموا في السن.
في هذا الصدد، ألح سعدي، رئيس جمعية معطوبي حرب التحرير، على استكمال عملية جمع الشهادات، التي تأتي تكملة لما تم جمعه في هذا المجال والمرتبط أساسا بتاريخ الجزائر وفق شهادات يدلي بها الرجال والنساء الأفذاذ ممن صنعوا أحداث الثورة المظفرة، خاصة وأن الإمكانات متوفرة، بالتنسيق بين وزارة المجاهدين وعديد القطاعات الأخرى، التي تتكفل بالبحث والتأريخ للذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.
وأضاف سعدي، أن الأمر لا يتطلب الانتظار طويلا، سيما أمام مساعي بعض الأطراف الرامية لتشويه جوانب من الثورة المجيدة والتشكيك فيها، أو محاولة استصغارها أو إضعافها. وخير أداة لمحاربة هؤلاء المشككين في إخلاص وتضحيات الشهداء، الشهادات الحية لأبطالنا البررة، من خلال جمع شهاداتهم الحية وإحصاء شامل لمختلف المناطق ومراكز التعذيب والسجون عبر الوطن، فضلا عن إعطاء المناسبات التاريخية الوطنية بعدها الحقيقي، كطبع الإصدارات التي تؤرخ للثورة، على شكل قصص مشوقة عن الشهداء، يتم توزيعها على مختلف المكتبات والمؤسسات التربوية بجميع أطوارها، وكذا إنتاج أفلام حول الشخصيات البارزة للثورة التحريرية وأحداثها.
من جهتها ترى الأستاذة حدوش يمينة، “أن نقل رسالة نوفمبر 1954 للأجيال الجديدة، يكتسي أهمية بارزة لكتابة تاريخ الثورة، من خلال توفير كل الإمكانات الضرورية للمؤرخين والجامعيين والباحثين للكتابة عن إحدى تفاصيل أكبر الثورات الباهرة التي عرفها التاريخ الحديث. يضاف إلى هذا، تنظيم ملتقيات ولقاءات ثرية حول التاريخ والثورة، لإبراز شهادات قدماء المجاهدين ودورهم الفعال.
وأضافت محدثتنا، أنه يتعين عل الفاعلين في هذا الميدان، انتهاج جميع السبل الكفيلة بكتابة التاريخ الجزائري، خاصة مرحلة الاستعمار الفرنسي والثورة التحريرية، باستخدام جميع الوسائل العلمية المتاحة، دون إغفال غربلة الكتابات التي أنجزت من قبل الفرنسيين، الذين كانوا ينشرون سمومهم للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، على غرار ما أنجزه الجنرال “أدولف هانوتو” من دراسات مكثفة، في القرن 19 حول عادات وتقاليد منطقة القبائل، وحتى عن قواعد لسانهم الأمازيغي لفهم ثقافتهم وبالتالي السيطرة عليهم أكثر.
حيث خلص في هذه الدراسات، أن سكان منطقة القبائل يتميزون عن باقي سكان الجزائر، بمؤهلات تساعدهم على التأقلم أكثر من غيرهم مع الثقافة الأوروبية، وهذا النوع من الكتابات يجب إظهار خطورته، سيما للأجيال القادمة في الجزائر، حيث أنها سموم يُراد بها التفرقة والمغالطات التاريخية التي يجب تصحيحها”.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025