باحثون ومختصون لـ «الشعب»:

بيان أول نوفمبر حسم في هوية الشعب الجزائري

جلال بوطي

 

الوحـدة الوطنيــة غير قابلـة للجـدل

بعد 62 سنة من اندلاع الثورة التحريرية يتردد الحديث عن الهوية الوطنية والمرجعية التاريخية للشعب الجزائري التي فصل فيها نهائيا. لكن في رأي المفكرين فإن تكرار المسألة لا يعني بالضرورة وجود مفاهيم أخرى، حيث أن وثيقة بيان أول نوفمبر حسم هوية المجتمع قبل، أثناء وبعد الثورة، بحسب ما ما يراه باحثون في شهادات لـ «الشعب».
قال الدكتور والباحث بكيري حاج سعيد، إن بيان أول نوفمبر حدد هوية الشعب الجزائري منذ الثورة التحريرية، ما ساهم في الحفاظ على تماسكه إلى يومنا هذا، رغم الهزات التي تعرض لها. موضحا أنه يمكن القول إن الدولة الوحيدة المفصول في هويتها هي الجزائر.
أوضح الباحث بكيري لـ «الشعب»: «أن المطلوب منا توضيح هذه الهوية لأبنائنا والتعريف بها أكثر حفاظا على بقائها وتماسكها، وذلك لا يعني أنها غير واضحة. موضحا أن ذلك يتم عن طريق نقاش كيف نطبق هذه الهوية في حياتنا اليومية في القوانين والتشريعات وفي الكتاب المدرسي، وعبر وسائل الإعلام المختلفة».
الهوية الوطنية فصل فيها قبل نوفمبر وبعده
بحسب الدكتور بكيري، مدير دار نشر المنار، فإن الهوية الوطنية مفصول فيها قبل نوفمبر وبعده. لكن بيان أول نوفمبر هو من صاغها اكبر، وبذلك لم يغير منها بل أعطى مرجعية يمكن الرجوع إليها، مشيرا إلى أن الخلاف الحاصل في بعض الأحيان يكمن في تطبيقها، قائلا: «أيّ شخص يشكك في الهوية فهو يسعى إلى التشويش لتمرير رسائل عبر هذا السياق المرفوض».
وتمثل الهوية في نظر الباحث بكيري في أن الإسلام دين الدولة والعربية لغة الشعب وكذلك الأمازيغية، وهذه هي مقومات الهوية التي صاغها بيان أول نوفمبر 1954، الذي يعتبر مرجعية الأجيال التي ستبقى متواصلة جيلا بعد جيل.
عن أهمية بيان أول نوفمبر في الوقت الراهن، قال الباحث بكيري إن ذلك ساهم في تحلي الشباب بالروح الوطنية المتجلية كبيرا في مباريات كرة القدم للمنتخب الوطني وكذلك حينما يتعلق الأمر بالمساس بالهوية، فإن الشباب يثور ضد كل جهة تسعى إلى التأثير على المجتمع.
صحيح أن الروح الوطنية متجذرة في الشباب، لكن الباحث قال «نحن نريد من هذا الحب أن يظهر في سلوكات إنتاجية إبداعية تخدم الوطن وليس فقط تدافع عنه، أيّ من خلال بذل جهود عملية للنهوض بالجزائر. في مقابل هذا يرى أن النخب السياسية مطالبة بتبنّي هذا التشبع والاستثمار في الإنسان واستغلال الدين في خدمة الإسلام.
الشباب مشبع بروح أول نوفمبر
أكد الأستاذ توهامي مجدول، عضو جمعية العلماء المسلمين ورئيس تحرير «البصائر»، أن الشباب الجزائري، بعد 62 سنة من اندلاع الثورة، وهو يحافظ على تماسكه الاجتماعي المستمد في أساسه من بيان أول نوفمبر الذي يعتبر المرجع الوحيد للمجتمع الجزائر. في حين أعاب على الخطاب السياسي المنتهج الذي لا يخدم سوى مصالح الأشخاص.
يتردد الحديث، بحسب المفكر مجدول، كل سنة نحيي فيها ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، التي تعتبر مرجعا للأجيال القادمة. ويضيف، أن التوقف عند مآلات الوضع التاريخي لا يكفي وحده لتقييم ما قدمه هذا اليوم من شواهد على بطولات الجزائريين، حيث يستدعي الحديث عن الجوانب السياسية التي نعيشها ويمكن القول إنها تمخضت عن خطاب سياسي ضعيف قد يضر بالروح الوطنية التي يتحلى بها شبابنا اليوم.
الهوية الوطنية التي صنعها أول نوفمبر من الجانب الاجتماعي، تبقى متماسكة إلى يومنا هذا، وجانب الخطاب يبقى السياسي ضعيفا، سواء من جهة الأحزاب الموالية أو المعارضة، ما يستدعي الاستثمار في الشباب واستغلال طاقاته، بعد مضي 64 سنة على بزوغ شرارة الثورة المباركة، التي ستبقى، بحسبه، مرجعا لكل الأجيال الصاعدة، فهو رسالة واضحة المعالم ولا غبار عليها حاضرا ومستقبلا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025