يعرضون أدوية مجهولة المكونات للبيع

دجالون يستحوذون على سوق تازمالت ببجاية

بجاية: بن النوي توهامي

 لايزال بائعو الأعشاب الطبية على مستوى السوق الأسبوعية بتازمالت، في بجاية، يصنعون الحدث التجاري، بالترويج لسلعهم قائلين إنها تقدم أصدق العلاج وأكثره قيمة ووقاية للمرض.أصواتهم المدوية تسمع من بعيد وهم يعرضون وصفات الأعشاب الطبية، والجرعات الأخرى مجهولة المكونات يعرضونها للبيع على مرأى ومسمع الجميع.إنهم يروجون لأعشاب تجد الإقبال وتحظى بمكانة مرموقة بين مختلف السلع في سوق أسبوعي يُتهافَت عليه من كل حدب وصوب.

«الشعب»، عاشت يوميات بائعي الأعشاب الطبية وتنقل أدق التفاصيل عنهم بعاصمة الحمادين.لايزال بائعو الأعشاب الطبية على مستوى السوق الأسبوعية بتازمالت، في بجاية، يصنعون الحدث التجاري، بالترويج لسلعهم قائلين إنها تقدم أصدق العلاج وأكثره قيمة ووقاية للمرض.
أصواتهم المدوية تسمع من بعيد وهم يعرضون وصفات الأعشاب الطبية، والجرعات الأخرى مجهولة المكونات يعرضونها للبيع على مرأى ومسمع الجميع.
إنهم يروجون لأعشاب تجد الإقبال وتحظى بمكانة مرموقة بين مختلف السلع في سوق أسبوعي يُتهافَت عليه من كل حدب وصوب.
«الشعب»، عاشت يوميات بائعي الأعشاب الطبية وتنقل أدق التفاصيل عنهم بعاصمة الحمادين.
بالرغم من الغموض الذي يحيط بنشاطهم ومنتجاتهم، التي يقولون عنها طبية وشافية، لكن العجيب في الأمر، بحسب العديد من رواد السوق، من بينهم الشيخ صالح، يبقى نجاح هؤلاء التجار في بيع منتجاتهم دون تكبّد أي عناء. إذ يقصدهم عديد الناس، دفعهم الجهل وفقدان الأمل في الشفاء، إلى وضع ثقة عمياء فيهم وفي منتجاتهم المشهّرة عن طريق مكبرات الصوت.
حقيقة، يمكن لأيّ شخص، بمجرد قيامه بعرض مثل هذه المنتجات الطبية، والمراهم والجرعات المجهولة المصدر للبيع، أن يزعم أنه معالج ذو دراية كبيرة بعلم الأعشاب، في حين أن الحقيقة هي أن معارفهم في هذا المجال جد محدودة وغالبا ما تكون خاطئة.
في استطلاع ميداني جمعت «الشعب» شهادات أهل الاختصاص وصيادلة حول مدى نجاعة الأعشاء الطبية المسوقة من أناس يقولون دوما إنها تعالج ما عجز عنه الطب الحديث.
قال لنا عمران، وهو صيدلي: «خلافا لما نراه في هذه السوق، تستدعي هذه الممارسات كفاءة ودراية عاليتين في بلدان أخرى؛ ذلك أن الأعشاب الطبية تتكون من عناصر نشطة لها تأثير على جسم الإنسان، شأنها شأن المواد الصيدلانية. ولعل هذا ما يدفع الأخصائيين في المجال، إلى النصح بالاستعمال العقلاني لهذه المواد والحرص على تحديد الكمية التي يجب تناولها بدقة، حيث أن سوء استعمالها قد يؤدي إلى نتائج كارثية، بعيدة كل البعد عن النتائج المرجوة».
وأضاف الصيدلي: «وفقا لما توصلنا إليه، ليس لهؤلاء البائعين المعالجين المزعومين، العاملين بالسوق الأسبوعية لتازمالت، أية معارف في علم الصيدلة الطبيعية، التي تبقى ميدانا واسعا يصعب التحكم فيه».
ورغم كل ما سبقت الإشارة إليه، لا يبدو أن الناس منزعجون من هذه الممارسات، إذ أن سذاجتهم توهمهم بأنهم يتعاملون مع معالجين حقيقيين، غير مدركين بذلك الخطر الذي قد تشكله هذه الأعشاب الطبية على صحتهم إذا ما أفرطوا في استهلاكها أو قاموا بتناولها ممزوجة مع خلطات أخرى.
ما من شك أن الشريحة الأكثر تعرضا لهذا الخطر، هم الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والسبب كامن في عدم تحسن حالتهم الصحية، رغم تناولهم الأدوية التقليدية، ما يدفعهم إلى البحث عن الشفاء الذي يزعم بائعو الأعشاب الطبية أنه بحوزتهم.
حان الوقف لتدخل السلطات المحلية، قصد وضع حدّ لهذه الممارسات الاحتيالية والخادعة، إذ أن الخطر يحدق بصحة آلاف المواطنين، الذين يمثلون الضحية الأولى لهؤلاء «الأطباء الدجالين» الذين يبدو وأنهم يعيشون في عصر غير عصرنا.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025