اعتبر عادل بلقاسم الأستاذ المحاضر بقسم علم الإجتماع بجامعة يحي فارس بالمدية،أمس، إجتماع الحكومة بالولاة، بأنه جاء في الوقت المناسب لتقييم الذات وإعطاء البدائل الحقيقية الممكنة، داعيا في هذا الصدد إلى العمل بالمقاربة المحلية، بإعتماد على الموردين البشري والمالي، من منطلق أن كل ولاية تتكل على قدراتها وخصوصياتها اللوجستية.
أوضح الأستاذ المختص في عالم الجريمة والانحراف، بأن ما ينقصنا في الولايات هو إعادة النظر في مونوغرافية كل ولاية على حدا، أي قراءة كل ما هو كمي وكيفي للسير قدما نحو اتجاه تنمية محلية حقيقية، مشيرا في هذا المقام إلى أن المسؤولين هم اليوم أمام خيار حتمية التفكير في آليات تسيير جديدة للأموال المخصصة للإستثمار المحلي.
ودعا الولاة إلى البحث عن المعلومات في الجزائر العميقة واستغلالها بعيدا عن تلك المغلوطة، إلى جانب ضرورة الإعتماد على الطاقات الشابة، مع إعادة النظر في أسباب إشكالية الغياب التام للمجتمع المدني المحلي، مقترحا أيضا فكرة حاجتنا الماسة إلى البعد الإستراتيجي لهندسة الوظائف بين ما هو سياسي و تقنوقراطي، منتقدا بهذه المناسبة آلية الوساطة والمحسوبية في مجال السير غير العقلاني للمشاريع الإستثمارية المحلية ، التي يراد منها خلق الثروة والشغل .
اختتم محدثنا بالقول أنه “ يجب علينا إعطاء الفرصة الحقيقية لصناعة المجتمع المحلي، خاصة في الريف وتفعيل دور الجامعة من خلال الشراكة الإجتماعية و الإقتصادية بما في ذلك في كل المجالات ، مع المساهمة في إنشاء مخابر بحث ولائية تحت إشراف الولاة وممثليهم التنفيذيين، دون تجاهل أيضا ضرورة تفعيل آليات الرقابة لرفع المستور عن هذه الوساطة الهدامة بين التقنوقراطي والسياسي ، حتى نتمكن من المرور إلى الدولة الديمقراطية و التشاركية ، فضلا على وجوب المساهمة الجماعية في خلق الدولة الأمنية بإعتبار بأن عامل الأمن هو عنصر حيوي لنهضة الشعوب والأمم الراغبة في التطور “.
