تحتضن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة مولود معمري بتيزي وزو، اليوم وغدا 15 و16 نوفمبر الجاري، فعاليات الملتقى الوطني المعنون بـ«المختص في علم النفس العمل والتنظيم في مجال تسيير الموارد البشرية، المهام، الانتظارات والآفاق” وذلك بمبادرة لقسم علم النفس بمشاركة أساتذة باحثين قادمين من عدة جامعات وطنية سيعكفون على مناقشة محاور الملتقى والخروج بتوصيات لإثراء المجال وتحسين أداء المؤسسة الجزائرية.
إشكالية الملتقى حسب ما كشف عنه ل “الشعب” رئيس المجلس العلمي للكلية الأستاذ عمر بلخير تنطلق من تساؤل أساسي حول مدى مساهمة أبحاث علم النفس ودراساته النظرية في تفسير العلاقة بين المشروع الإنساني وإمكانية تحقيقه، وهذا يعني الاهتمام بشكل مباشر بالمورد البشري، كما يقدم علم النفس في مجالاته التطبيقية معطيات هامة للمسيرين تساعدهم على فهم السلوكات الإنسانية أو الموارد البشرية، ويعتبر المختص في علم النفس العمل والتنظيم بحسب الاسم والمهام الموكلة إليه باعتباره عضوا أساسيا في تفسير الموارد البشرية ومحاولة تطويرها وترقيتها داخل المنظمة عن طريق المساهمة في عملية التسيير، التوظيف، المتابعة وتقييم المسارات المهنية، التكوين، الوقاية من المخاطر النفسية الاجتماعية وتسيير العلاقات العامة باعتباره مؤهلا لاستعمال كل أدوات القياس الضرورية لتحديد مثل هذه المظاهر.
كما أن من عيوب تسيير الموارد البشرية في الجزائر أنه وفق الأستاذ بلخير لا يهتم سوى بالجانب الإداري كراتب الموظفين، الجوانب القانونية والعقود، في حين أنه يهمل تماما جانب تنمية الموارد البشرية ولا يعطيه أية قيمة تماما مثلما يهمل المختص في علم النفس العمل والتنظيم، وستكون الإشكالية المحورية متبوعة أيضا بجملة من الأسئلة تحاول إثراء الموضوع منها، هل يعقل أن نكتفي في الوقت الحالي في الجزائر بالتسيير الإداري للموارد البشرية؟، هل يمكننا حقا أن نطور إستراتيجية تنظيمية وأن نضع إمكانيات بشرية كفؤة لتطبيقها داخل المنظمة دون أن نشرك المختص في علم النفس والعمل والتنظيم بشكل تام؟، ألم يحن الوقت في الجزائر أن نضع نماذج تسمح بمقاربات نفسية للموارد البشرية؟.
عن أهداف الملتقى لخصها الأستاذ عضو اللجنة العلمية في إمكانية الربط بين علم النفس العمل والتنظيم ومجال تسيير الموارد البشرية، الربط بين التكوين النظري والواقع في عالم الشغل بالجزائر، تحسيس وإعلام المسيرين الجزائريين وأصحاب المؤسسات الإدارية والاقتصادية بأهمية المختص في علم النفس العمل والتنظيم في تسيير الموارد البشرية، تطوير القانون الأساسي للمختص في علم النفس العمل والتنظيم وترقية مكانته في ميدان الشغل، وتطوير نماذج تسمح بالتناول النفسي لتسيير الموارد البشرية في الجزائر وأخيرا منح طلبة علم النفس تخصص تسيير موارد بشرية فرصة للاندماج في مجال تسيير هذا الجانب الهام بمؤسسات التشغيل على حد قوله.
وبهدف تقديم إسهامات وأبحاث مستفيضة عن مجال الموارد البشرية، تم برمجة ثماني محاور عمل مطروحة للنقاش والإثراء تشمل جملة من المداخلات منها المحور المتعلق “بواقع ودور المختص في علم النفس العمل والتنظيم في مجال تسيير الموارد البشرية داخل المؤسسات الجزائرية، المحور الثاني يتناول”دور المختص النفسي في تسيير الموارد البشرية في الدول المتقدمة” تجربة اليابان والولايات المتحدة”، المحور الثالث يتناول “دور ومكانة المختص في علم النفس العمل والتنظيم حسب النصوص القانونية الجزائرية”، المحور الرابع يتناول” تصورات وانتظارات المسيرين ومديري المؤسسات الجزائرية لدور المختص النفسي”، المحور الخامس يعالج “دور المختص النفسي في الأمن الصناعي”، المحور السادس يتطرق إلى “دور المختص النفسي في التخفيف من الضغط المهني للعمال أو الأمراض المهنية”، المحور السابع يتناول”علم النفس العمل والتنظيم في مجال تسيير الموارد البشرية” ثم المحور الثامن وسيعالج “الآفاق المستقبلية لعلم النفس العمل والتنظيم في تسيير الموارد البشرية بالجزائر في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.
