التحسيس أدى إلى تراجع نسبة حاملي الفيروس٫

4 حالات إصابة بالسيدا سجلت بالبليدة

البليدة: لينة يسمين

كشفت الأرقام المستقاة من المصالح الوصية الرسمية في البليدة، أن عدد المرضى المصابين بمرض المناعة المكتسبة، أو ما يعرف بـ «السيدا»، يشهد تراجعا في حالاته على المستوى المحلي.

الإحصائيات الوطنية بدورها تؤكد أن الرقم، مقارنة بالأمراض المعدية والمتنقلة الفيروسية الأخرى، بات يعرف انخفاضا عنه في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي.
المدمنون كابوس يخيف الأطباء...
في استقصاء «الشعب» عن حقيقة المرض بولاية البليدة، وقفت على أمر مهم كشف عنه المدير العام لمستشفى الأمراض العقلية فرانس فانون السيد بودالي معمر، حيث اعترف بأن مصالحه في الغالب تستقبل مرضى مصابين بتلف عقلي أو إعاقات ذهنية، وأيضا فيه شريحة أو فئة مشهورة بـ «المدمنين «، سواء إدمان المخدرات بأنواعها، صلبة أو سائلة، أو إدمان المشروبات الكحولية، وفي كلا الأمرين، يوضح المتحدث، تقوم مصالحه قبل قبول المريض بإجراء فحوصات مخبرية وتحاليل شاملة عن الحالة الصحية للمريض، وهنا يظهر المرض كيف ما كان شكله وفصله. ليعترف في سياق الحديث، أن المصابين بأمراض المناعة المكتسبة «السيدا»، يشكلون حالات قليلة وأحيانا نادرة بين المرضى الوافدين على مصالحه للعلاج والتطبيب والإحصائيات تؤكد أنهم في السنة الماضية، تمكنوا من اكتشاف 4 حالات مرضية خلال الفحص والكشف المخبري للتحاليل العامة، ايتم عزل كل مريض مرحليا – طبعا اكتشاف المرضى يكون فرديا وفي حالات معزولة ومتفرقة - ومن ثمة تحويله في سرية إلى المصلحة المستقبلة بالوحدة الاستشفائية في بوفاريك، لأجل الخضوع إلى علاج كيميائي ونفسي أيضا، يلتزم الفريق الطبي على كل المستويات بحفظ أسرار المريض.
وأشار المدير العام بودالي معمر، إلى أمر مهم، تعلق بأسباب إصابة «مدمنين» بمثل هذا المرض الذي يمس جهاز المناعة، أن غالبية المدمنين يصابون بهذا المرض عن طريق الوخز بالإبر، وأن المرض كونه معديا، فهو ينتقل من مريض مصاب بالفيروس إلى ثان وثالث وربما رابع أو أكثر عن طريق «الحقنة» التي لا يتم تطهيرها أو تعقيمها، وهنا المصيبة والإصابة الحتمية.
 التحسيس أوجد وعياً بين الناس خفف من رقم المصابين...
اقتربت «الشعب» من مديرية الصحة والسكان، تحديدا مصلحة الوقاية، حيث اعترفت الطبيبة المسؤولة عن الوقاية من الأمراض المتنقلة الدكتورة مصباح، أن الإحصائيات السنوية تؤكد أن رقم الإصابات بداء المناعة المكتسبة في تقهقر.
وبحسب الطبيبة المسؤولة، يعود السبب إلى عمليات تحسيس جموع الناس، التي تصل في بعض المرات إلى المدراس الابتدائية وبين مرتادي المرافق العامة، أين بدأ الناس يعون خطورة المرض ويبحثون عن سبل تجنب الإصابة به أو بغيره من الأمراض المتنقلة. وأضافت المتحدثة، أن بعض المواطنين يلجأون إلى إجراء تحاليل عامة عندما يراودهم «شك» والاشتباه في الإصابة بالمرض، وهو سلوك، بحسب الطبيبة، جيد وينم عن درجة الوعي وإدراك الخطر المحدق بكل واحد منا.
وعادت بالتذكير إلى أن مركز حقن الدم وعمليات التبرع به، التي أصبحت من يوميات المواطنين، تخضع في جميع الأحوال إلى «مراقبة دقيقة» وعناية فيها صرامة وحرص مشدد، من قبل العاملين بالمركز، حيث يخضع الدم المُتبرع به، إلى فحص وتحليل دقيق ولا يتم منحه واستعماله لحقن مريض آخر، إلا بعد التأكد من خلوه من أي مرض معدي فيروسي، مثل السل والالتهاب الكبدي وأمراض المناعة المكتسبة وأخرى.
تكفل بالسرية واهتمام
حتى بالمتزوجين
أضافت الطبيبة مصباح، أن المصالح الاستشفائية والطبية الوقائية، عنت أولت اهتماما مفرطا بالوقاية من الإصابة بأمراض المناعة المكتسبة. وقالت إنه في حالات الاقدام على مشروع زواج، فأن الزوجين مطالبان باستظهار شهادة طبية ما قبل الزواج، يتم فيها تبيان إصابة أي واحد من الزوجين بمرض مشبوه أو عدمه، وهو إجراء يدل على أن الوصاية تحرص على ضبط المرض خاصة المعدي، لأجل علاجه وتجنب الوقوع في متاهات مستقبلا. وأكدت، أن المريض متى تبين إصابته بمثل هذا المرض وتقدم إلى المركز المسؤول عن استقبال مثل هؤلاء المرضى عن طواعية وإرادة منه – يعرف بمركز الكشف الإداري - يخضع ملفه وهويته إلى سرية تامة، وحتى التحاليل والأمور الطبية الخاصة بمرضه، تخضع إلى سرية وكتمان متعارف عليه ومسؤول، وهو الإجراء الذي تحرص الوصاية العمل به، في إطار ما يعرف بالحفاظ على خصوصية المريض الشخصية ولتفادي أي تشهير أو إساءة محرجة.
 ولم تفوت الطبيبة فرصة التذكير بأهمية العلاج من أي مرض، يبقى في الوقاية، والتي هي رأسمال كل إنسان، مادام يحرص على اتباعها والإلتزام بها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024