كشف مدير التربية لولاية وهران سليماني أرزقي، أنّ أكثر من 60 حدثا تحييه المديرية على مدار السنة الدراسية داخل المؤسسات التربوية، وهي التي سطرت برنامجا ثريا، بصبغة دينية وطنية جزائرية، إحياء لمناسبة المولد النبوي الشريف التي تزامنت هذه السنة وذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي شكلت منعرجا حاسما في مسار الثورة التحريرية.
يتضمن البرنامج، بحسب التوضيحات المقدّمة نشاطات وفعاليات تنظم، لأول مرّة، في تاريخ المديرية، بالتنسيق مع شركاء آخرين، على غرار مديرية المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين وكذا مديرية الشؤون الدينية والزاويتين الهبرية والبلقايدية بسيدي معروف، في إشارة منه إلى سلسلة المحاضرات الهامة والأشرطة الوثائقية الهادفة التي ستتبع بنقاشات وزيارات إلى بعض المعالم الأثرية لفائدة التلاميذ والطلبة.
كما أشار نفس المتحدّث، إلى انطلاق هذه الفعاليات، منذ أمس الأول، ببلدية العنصر تحت اسم «الأسبوع المحمدي» وتتواصل إلى غاية يوم 13 ديسمبر على مستوى ثانوية قديل، تحت إشراف مديرية التربية، كوصاية تعمل على ضوء منشور وزاري يحدد بدقة المقاييس والضوابط العامة لتنفيذ الأنشطة، من خلال وضع خارطة طريق تحدد الأهداف والغايات التي يحرص عليها المعلّم أثناء إحياء هذه الذكرى.
في هذا الصدد، أكّد أرزقي على أهمية البعد المنهجي في الخطاب الروحي والالتزام بالثوابت الوطنية بمكوناتها، الدين، الثقافة، التاريخ، اللغة العربية والأمازيغية وغيرها من مقومات الهوية العربية الإسلامية، ناهيك عن البعد الإعلامي الاجتماعي، من خلال إبراز ثقافة وتقاليد المنطقة التي تتواجد فيها المؤسسة التربوية، دون إهمال توظيف الوسائل التكنولوجية، نظرا لدورها الكبير في المجالين العلمي والثقافي.
وهو ما حدّدته تعليمة وزارية مكتوبة، تدعو المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، لضرورة الاحتفال بذكرى مولد المصطفى الخاتم وتجديد مظاهره وآثاره الدينية والأدبية والعلمية والاجتماعية وأبعاده الحضارية ومدى إسهامها في تشكيل الشخصية الإسلامية الجزائرية بطقوسها وعاداتها المميزة باللباس والطبخ والتزيين والإنشاد وإحياء ليالي الذكر والتذكير في المساجد والزوايا، وفق نفس المتحدّث.
وقال أرزقي، إن إعطاء الطابع الرسمي للذكرى من طرف وزارة التربية، مساهمة جادة وفعالة في تقوية الثوابت الحضارية والإسلامية والاقتداء بأخلاق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عبر استحضار سيرته ومكارمه وشمائله وأصول رسالته ومقاصدها، باعتبارها أحد التحديات المعاصرة لمواجهة تهديدات العولمة وظواهر التطرّف الإسلامي المفرط التي فرضت نفسها على عديد المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والثقافية والتربوية.
