نوه عبد العزيز مجاهد ـ اللواء المتقاعد في الجيش الوطني الشعبي ـ بخصال فقيد الجزائر علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، ومناقبه التي يعترف له بها العام والخاص.
وقال مجاهد في تصريح لـ«الشعب»، أن الفقيد كافي من أبناء الجزائر البررة والمواطنين الملتزمين المخلصين، وهب شبابه للوطن الذي حمله في القلب ودافع عنه بلا انقطاع متحديا الظروف الصعبة رافضا الاستسلام والمساومة.
وذكر مجاهد، أن المرحوم الذي تلقى الوطنية في المدرسة الكتانية بقسنطينة في بداية مسيرة النضال إلى جانب الرئيس الأسبق هواري بومدين، يمكن اختصار الشهادة الحية عنه ومواقفه في العبارة البسيطة «كان دائما من أجل الجزائر ولا شيء غير الجزائر».
قدوته في النضال البطلين ديدوش مراد وزيغود يوسف، عرف وقت الأزمات بمواقفه الصلبة الواضحة لا مزايدة عليها.. إنها الصورة التي يحملها الكثير عن علي كافي أيام الثورة التحريرية التي كان فيها قائدا متميزا للولاية الثانية مثلها في مؤتمر الصومام. وكذا في مختلف المحطات العسيرة التي عاشتها الجزائر وخرجت منها منتصرة بفضل رجالها منهم كافي.
وترسخت الصورة في الأذهان أكثر في الأزمات، حيث يلاحظ مدى تلاقي مواقف الفقيد مع شخصيات ثورية ووطنية أخرى منهم الرموز الثلاثة الذين رحلوا عنا ممثلين في بوضياف، عميرات والقيادي النقابي بن حمودة حيث اجمع هؤلاء على خدمة الجزائر وإعلائها فوق كل الحسابات. بل ليس هناك مبالغة في شيء حسب عبد العزيز مجاهد القول «أن هؤلاء الشخصيات الرموز، أنقذوا الجزائر من الأزمات التي مرت بها وواجهتها». نتذكر جيدا مواقف علي كافي في مرحلة التسعينيات الحرجة عقب استقالة الرئيس الأسبق المرحوم الشاذلي بن جديد. نتذكرها كما يؤكد مجاهد، وندرك كيف اتخذ كافي الموقف المتميز الذي يحسب له بالدفاع المستميت عن استمرارية بقاء الدولة الجزائرية صامدة شامخة ثابتة على مبادئها وسياستها وإستراتيجيتها.
ارتقى الفقيد بهذا السلوك والمواقف إلى مستوى الجزائر وعظمتها ولم يسقط في المسائل الهامشية والخلافات الشخصية، كاسبا بذلك الثقة والاحترام إلى أبعد الحدود وزادت قيمته ومكانته السياسية كونه أول رئيس دولة عربية ينقل السلطة الى رئيس منتحب بطريقة حضارية سلمية شدت الاهتمام.
