في ذكرى استشهاد مكيوي مأمون

ولد قابلية يدلي بشهادات حية عن البطل

معسكر: أم الخير.س

استضافت، أمس، جمعية “عليم” لقدماء تلاميذ ثانوية جمال الدين الأفغاني، الوزير الأسبق، ضابط جيش التحرير الوطني ورئيس جمعية “المالغ” دحو ولد قابلية، الذي قدم شهادته الحية لنخبة من الطلبة والباحثين حول المسار النضالي للشهيد مكيوي مامون، المتوفى في آخر معركة له بـ “تيرسين” في سعيدة 26 جانفي 1958، أعدت لها القوات الفرنسية العدة ودعما جويا قضى بفعله على الشهيد مكيوي مامون ومجموعة من المجاهدين، على غرار جيلالي ملاح، حمون محمد بشير ونعاس الحبيب الذي لايزال مصيره مجهولا بعد وقوعه في الأسر.

أكد المجاهد وضابط جيش التحرير الوطني دحو ولد قابلية، خلال ندوة تاريخية لذكرى استشهاد البطل مكيوي مأمون، أن الحركة الوطنية بمعسكر لم تكن وليدة سنوات الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، إنما تعود، بحسبه، لسنة 1937 مع بروز ممثل لحزب نجم شمال إفريقيا الشهيد علي بنهار وآخرين أمثال مصطفى اسطمبولي، بغداد بومدين ومكيوي مامون الذي كان آنذاك في عمر 16 سنة وتمثلت مهامه في توزيع المناشير ونسخ عن جريدة الأمة في الأوساط الشعبية بهدف نشر الوعي السياسي بين الجزائريين.
تحدث دحو ولد قابلية عن نشاط الحركة السرية في القطاع الوهراني تمهيدا لميلاد الثورة المباركة بقيادة العربي بن مهيدي، بن يوسف، عبد المالك رمضان وزبانة وغيرهم... ممن تمكنوا من التخطيط بنجاح للقيام بعشر عمليات استهدفت المستعمر الفرنسي، موضحا أن تأخر اندلاع الثورة والانتفاضة الشعبية بمدينة معسكر في الفاتح نوفمبر 1954 كان نتيجة تردد أحد المجاهدين في زرع قنبلة في مقر فرقة الدرك الوطني ببوحنيفية، بسبب الحراسة المشددة والتطويق الأمني، الأمر الذي حرم المدينة من شرف الإعلان عن الثورة المباركة بها مبكرا. لكن على الرغم من ذلك، قال دحو ولد قابلية، إن النخبة المثقفة لعبت دورا مميزا في النضال الثوري والعمل المسلح، بدليل التنسيق الجيد للثورة الذي عرف تنظيما محكما من طرف خلية استعلامات الثورة بداية من سنة 1956، هذه الخلية التي تعتبر عصب العمل الثوري والتحرري ضمت بمدينة معسكر 20 عنصرا تمكنوا من اختراق المصالح الأمنية الاستعمارية بصفتهم منتسبين لمحافظة شرطة فرنسا الاستعمارية بمعسكر، متحدثا عن الدور الذي لعبه هؤلاء قبل اكتشاف أمرهم وإعدامهم لاحقا، فيما تمكن الشهيد مكيوي مأمون من اللوذ بالفرار من قبضة الاستعمار ومواصلة نشاطه السياسي المسلح كقائد للمنطقة السادسة “سعيدة ومعسكر” التابعة للولاية التاريخية الرابعة.
غير ذلك، أثرى النقاش حول المسار الثوري للشهيد مكيوي مامون، رفيقه في ميدان الشرف دحو ولد قابلية ومجموعة من المجاهدين والباحثين المهتمين بتاريخ المنطقة.
ومن أجل تعميم الفائدة وتبليغ رسالة الشهداء للأجيال الصاعدة، قدم ضابط جيش التحرير الوطني دحو ولد قابلية، شهادته الحية والثرية عن مسار الشهيد مكيوي مامون الحافل بالتضحيات والبطولات في كتاب من 250 صفحة، لصاحبه مختار حجايل الذي أكد أن استخلاص العبر والدروس من الثورة المباركة، يظل صالحا لكل زمان ومكان، في وقت تظل فيه جمعية قدماء تلاميذ ثانوية جمال الدين الأفغاني منبرا لمثل هذه النشاطات التاريخية التي لا تنضب عن تقديم الفائدة والمعلومات التاريخية للمهتمين بتاريخ الثورة المجيدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025