بعبارات الحزن والتأثر حاول وزير المجاهدين السابق محمد الشريف عباس إخفاءها وراء نظارته الزجاجية مسترجعا شريط ذكرياته مع فقيد الجزائر بختي بلعايب، قائلا بأنه كان يتمتع بإنسانية كبيرة وسماحة في القول والفعل وشديد السرعة في الغضب عندما يرى الأمور ليست على ما يرام، معتقدا في السياق ذاته بأن أعراض هذا المرض الذي أصابه هو من هذه التراكمات التي كان يتحملها لوحده مما تولد عنه الحسرة، معتبرا إياها نكسة ترافقه خاصة عندما لا تسير في مجراها الطبيعي، أما عن العلاقة التي جمعتهما معا في الطاقم الحكومي، أوضح بأنه لم يعمل معه بل غادر الحكومة قبل مجيئه، وبالتالي كان العمل يجمعهما في إطار النضال داخل التجمع الوطني الديمقراطي باعتباره عضوا بمجلسه الوطني، مضيفا بأنه رجل نزيه حريص، مؤمن بالشيء الذي يفكر فيه، لا يحمل الضغينة أو الحقد لأي كان، وإن وقف على بعض الأمور ليست في المستوى، يعالجها بطريقة سلسة دون أن يثير الحقد، رجل مسالم قليل الأصدقاء، وختم عباس شهادته بأن هذا الأخير كان دوما يسأله وأمام الحضور»هل أنت راض علي» يجيبه بالإيجاب فيقول له الفقيد: «إذن أنا بخير».