تم، أمس، خلال جلسة المجلس الولائي، التي خصصت لمناقشة قطاع من القطاعات الحيوية نهاية كل شهر، تحت إشراف والي الولاية، عرض واقع قطاع السياحة والصناعة التقليدية الذي خضع لتقييم مدى تجسيد البرامج المسجلة وسبل رفع العراقيل على بعض منها، خاصة عملية التهيئة ومعالجة الوضعية القانونية لـ11 منطقة توسع سياحي أنشئت منذ سنة 1988، لكنها لحد اليوم دون نشاط، مع اقتراح 8 مواقع جديدة و6 أقطاب.
شدد والي ولاية بومرداس مدني فواتيح، في بداية تدخله، على أهمية قطاع السياحة والصناعة التقليدية وكذا قطاع الفلاحة، الذي سيعرض يوم 22 فيفري الجاري، في تدعيم الاقتصاد المحلي والوطني وأهيمته البالغة في الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها الحكومة لتنويع مصادر الدخل خارج قطاع المحروقات، مشيرا في هذا الصدد «أن بومرداس تملك من المقومات ما يؤهلها لأن تصبح قطبا اقتصاديا بامتياز لجملة من الأسباب، أبرزها الإمكانات التي تزخر بها في القطاعين المذكورين. لكن، للأسف، لم يتم استغلالهما أحسن استغلال من طرف المسؤولين المحليين. كما لم يخلُ كلامه من توجيه انتقادات لاذعة لبعض المسؤولين والمنتخبين المحليين الذين تغيب لديهم روح المبادرة وحتى العرقلة أحيانا في التسيير...
في تقييمه للعرض الذي قدمه مدير السياحة والصناعة التقليدية زوليم نور، انتقد والي الولاية وضعية القطاع، خاصة من حيث غياب الاستثمار الحقيقي واقتصار الأمر على بعض المشاريع المتعلقة بهياكل الاستقبال، كالفنادق التي اقتصرت على بعض الخواص.
في حين برر مدير السياحة هذه الحالة، بتعقد الإجراءات الإدارية وطول مدة تسوية بعض الملفات المودعة من قبل المستثمرين، إضافة إلى إشكالية العقار الصناعي وأكثر من كل هذا انعدام الثقافة السياحية التي تعتبر النواة الأولى للنهوض بالقطاع.
رغم ذلك، فإن العرض الذي قدمه زوليم نور، حمل جملة من المقترحات، سواء القانونية أو الاستثمارية في الميدان، حيث ألح على «أهمية تطهير العقار السياحي وإعادة النظر في توزيع خارطة المشاريع، منها اقتراح إعادة ترسيم حدود بعض المناطق ومواقع التوسع السياحي وتوفير الفضاء القانوني للاستثمار داخل مناطق التوسع السياحي، بالشروع في وضع آليات قانونية للمساهمة في تجسيد مشاريع سياحية، كما ساهم المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية «سدات» في تنظيم وتحديد 6 أقطاب سياحية بمجموع 434 حصة، عبر 931 هكتار تتوزع بين قطبين أساسيين على الشريط الساحلي في كل من قورصو، الذي يشمل بومرداس وبودواو البحري، وقطب زموري مع كل من رأس جنات والثنية، و4 أقطاب أخرى تشمل دلس، سيدي داود، بني عمران، الناصرية، الأربعطاش وقدارة، تركز أكثر على السياحة الثقافية، الحموية والجبلية.
كما تم اقتراح أيضا 8 مناطق للتوسع السياحي من أجل الدراسة بمساحة 134 هكتار، مع تصنيف منطقتي توسع سياحي سنة 2016 بمساحة 155 هكتار وهما منطقة «حمام ثلاث» ببلدية عمال ومنطقة «الكحلة» بالقرب من سد الحميز ببلدية الأربعطاش على مساحة 15 هكتارا.
فيما شهدت نفس السنة، إنجاز والشروع في إنجاز 19 مشروعا سياحيا بولاية بومرداس وهي عبارة عن فنادق وهياكل استقبال بطاقة استيعاب 1459 سرير وتوفير 848 منصب شغل.