«بن قانة كان خائنا ولم يكن ملكا»

«ضرورة فحص المعلومات التاريخية التي تدرس للتلاميذ»

حياة / ك

دعا محمد الصالح حسناوي الباحث في التاريخ إلى الانتباه لبعض الكتابات عن تاريخ الجزائر، باستقاء معلومات تفتقد للحقيقة التاريخية، و تروى من طرف فرنسيين، بطريقة تخدم المستعمر و ممارساته البشعة إبان الفترة الكولونيالية، منها ما تضمنه الكتاب لمؤلفته فريال فرون بن شيكو تحت عنوان «بن قانة آخر ملوك الزيبان ».
قدم محمد الصالح حسناوي خلال نزوله، أمس، ضيفا على جريدة «الشعب»، بمناسبة ذكرى وقف إطلاق النار المصادف ل 19 مارس من كل سنة ،  حقائق انطلاقا من بحث ودراسة موثقة حول منطقة الزيبان من الناحية التاريخية، وكيف أنها سقطت في يد الاستعمار الفرنسي في ماي سنة 1844، بدون مقاومة من أهلها، بمساعدة «بن قانة « الذي تقدمه فريال فرون ( جدها من ناحية والدتها) على أنه آخر ملوك الزيبان .
حسب ما ذكر الباحث حسناوي أنه لم تكن في منطقة الزيبان مملكة، وبالتالي «لم يكن بن قانة من الملوك، وإنما كان خائنا، وقد وظف 500 حركي، و أصبح بذلك رئيس عصابة، تخصص في قتل بني جلدته من الجزائريين .
قال حسناوي إن الحركى الذين وظفهم بن قانة، قاموا باقتراف جرائم قتل مبيتة، ضد أتباع الأمير عبد القادر الذين استضافهم ببيته وكان عددهم 900 ، وقامت  «عصابته بقتلهم و نزع آذانهم و أنوفهم و أرسلها إلى الجنرال « نغريي» ، كما حرض الفرنسيين للهجوم على الزعاطشة 1847 ، لنزع أراضيهم وبساتين النخيل وقدمها لجنرالات، لإثبات الولاء .  
وركز حسناوي خلال تناوله لواقعة الزيبان بالتحليل على الوقائع التي سبقت و أعقبت المجزرة التي وقع ضحيتها 900 جزائري «على يد خونة ، أعلنوا الولاء للمستعمر مقابل الحصول على لقب «الباش أغا» أو شيخ العرب، للحصول على امتيازات، حيث أصبح يعين أولاده و أتباعه على المناطق التابعة للزيبان «.   
وأكد حسناوي أن ما دفع الكاتبة لسرد معلومات «خاطئة و مشوهة للتاريخ « ، كون أن مؤلفة الكتاب «بن قانة آخر الملوك «  الذي عرضته في جانفي الماضي ، «كونها لم تكن لها معلومات تاريخية حقيقية «، و تساءل لماذا أصدرت كتابها في فرنسا، في حين أنها ولدت و تربت و درست في الجزائر وهي ابنة حي حيدرة بالعاصمة، مؤكدا على» ضرورة فحص المعلومات التاريخية التي تدرس للأطفال، لإبراز البطولات التي قام بها أسلافهم و لغرس حب الوطن فيهم، و عدم ترك الفرنسيين يكتبون تاريخ الجزائر من منظورهم وحسب استراتيجية خبيثة، تخدم ماضيهم الاستعماري «.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024