أربع اتفاقيات مع مؤسسات عمومية لمنح تكوين لغوي لإطارات صينية
نظم، أمس، مركز التعليم المكثف للغات ببني مسوس، حفلا تكريميا على شرف 12 طالبة صينية أكملن تكوينهن في اللغة العربية لمدة ستة أشهر، مع توزيع شهادات تقدير وهدايا رمزية وهذا في إطار التعاون ما بين الجزائر والصين، بحيث برهن على الانضباط والجدية في تعلم لغة الضاد وتحسين مستواهن، لاستكمال دراستهن الجامعية في مواضيع تتعلق بالثقافة العربية والجزائرية.
أوضحت مديرة مركز التعليم المكثف للغات ببني مسوس شريفة غطاس أن هؤلاء الطالبات أتين من الصين لتعلم اللغة العربية في إطار التعاون ما بين الدولة الجزائرية والصينية، بحيث كن مسجلات في الجامعات الصينية ويهتممن بالثقافة العربية بصفة عامة، وأرن أن يدعمن ويحسن مستواهن اللغوي في هذه اللغة، وقد تم إبرام اتفاقية بين وزارتي التعليم العالي لكلا البلدين وقام المركز باستقبالهن في شهر أكتوبر .
وأضافت غطاس في تصريح خاص ل»الشعب» أنه تم تخصيص تعليم مكثفا للطالبات وتوفير أساتذة، يمكنهن من تحسين مستواهن في اللغة العربية، كون هذه اللغة هي وحدة مبرمجة في المقرر الدراسي في الصين، وهذا لضمان تعليمهن في أحسن الظروف وإعطاء صورة جيدة عن الجامعة الجزائرية. مشيرة إلى أنه لأول مرة يستقبل المركز طالبات لتعلم اللغة العربية في الجزائر.
ونوهت في هذا الإطار، بالإرادة الفولاذية للطالبات لتعلم اللغة العربية، وكذا فضولهن للتعرف على الثقافة الجزائرية، قائلة:» هناك ثلاث طالبات يحضرن الدكتوراه في الصين إحداهن تهتم بالإعلام العربي، فوجهتها لقسم الإعلام وهناك التقت بأساتذة في هذا الميدان، وبالموازاة أرسلناهن إلى قسم علوم اللسان لأنهن كن يهتممن بالسياسة اللغوية في الجزائر والعالم العربي، وهذا كي يكون التأطير من طرف أستاذ مختص في اللسانيات».
علاوة على ذلك تم توجيههن إلى قسم اللغة العربية الذي تشرف عليه الأستاذة خولة طالب الإبراهيمي التي عقدت معهن عدة لقاءات لتحدثهن عن المسائل اللغوية في العالم العربي وبالأحرى في الجزائر، بحيث أطرتهن لمدة شهرين، في حين الطالبة الثانية قالت شريفة غطاس كانت تهتم بالتقاليد الجزائرية، بحيث وجهت إلى أساتذة علم الاجتماع الثقافي.
وفي هذا السياق، أشارت إلى أن الطالبات استغللن وجودهن في الجزائر، للقيام بجولات عبر الوطن فزرن القصبة، ومدينة تلمسان ، قسنطينة والصحراء، فجمعن ما بين الدراسة والاستجمام وكانت تجربة ثرية جدا لهن.
وبالمقابل، أكدت غطاس أن المركز رغم موقعه البعيد عن المدينة فإنه عرف إقبالا كبيرا جدا للطلبة الذين يأتون من كل الجامعات لتعلم لغة ما، لأن المركز يتوفر على العديد من اللغات منها اللغة التركية التي تشهد إقبالا كبيرا واللغة الصينية بأكثر من خمسة أفواج، يؤطرها أساتذة صينيون وتركيون ولغات أخرى كالكورية والفارسية، هذه الأخيرة تعرف إقبالا من طرف طلبة الأدب العربي والعلوم السياسية الذين يريدون إتمام الدراسة في العلاقات الدولية شرق غرب وشرق مغرب، وآخرون يطمحون لمناصب في إطار الدبلوماسية. ناهيك عن إبرام أربع اتفاقيات مع مؤسسات عمومية تريد إعطاء تكوين لغوي لإطاراتها.
لوجاه وبانجيا: هدفنا تحسين مستوانا في اللغة العربية
أعربت الطالبتان لوجاه المسماة بهيجة وبانجيا المدعوة جميلة عن سعادتهن باستكمال دراسة اللغة العربية بالجزائر، كونهن وجدن كل الظروف والأساتذة الساهرين على تأطيرهن، وحسب جميلة فإنه في بداية دراستها للغة العربية بجامعة الصين لمدة خمس سنوات، أطلق عليها هذا الاسم العربي، وعندما حصلت على نقاط كبيرة في مستوى التعبير والكتابة، أرسلت للجزائر لاستكمال مذكرة الماجستير حول موضوع السياسة اللغوية في الجزائر كمجال بحثها.
وأشارت في هذا الشأن إلى أنه في بداية دراستها للغة العربية واجهت صعوبات واستغرقت أكثر من نصف سنة في النطق والكتابة لأن معظم الحروف في اللغة العربية مختلفة عن الحروف في اللغة الصينية، وكان الأصعب بالنسبة لها القواعد النحوية.
واغتنمت بانجيا فرصة تواجدها بالجزائر لتزور ولايات بجاية، بسكرة، بشار، سطيف، باتنة، تلمسان والقصبة في العاصمة، قائلة:» أعجبتني الثقافة الجزائرية وحضارتها عتيقة من خلال دراستي هنا تعرفت على أصدقاء جزائريين، لدينا معرفة أعمق عن الجزائر بعضنا يود مواصلة الدراسة هنا والآخرون في العمل هنا «، مضيفة أن الأساتذة ساعدوها كثيرا خاصة الأستاذة وهيبة التي لم تكن معلمة فقط بل صديقة لهن.
نفس الانطباع لمسناه لدى لوجاه التي درست اللغة العربية لمدة أربع سنوات في الصين، قائلة:» أتيت إلى الجزائر لتحسين مستواي في اللغة العربية ولاستكمال أطروحة الماجستير حول التقاليد الجزائرية، وكانت تجربة جيدة وأحترم أستاذتي وهيبة»، معربة عن إعجابها الكبير بأعراس الجزائر في عدة ولايات منها جيجل وبرج بوعريريج.