شهــادات عـن مـــدلـول ذكـرى وأبعادهـــــا تنقلهــا «الشعب»
صنعت مدرسة العقيد سي الحواس بالمقاطعة 6 الحراش بلدية باش جراح، أمس، الحدث بتنظيمها احتفالية يوم العلم بقصر الرياس، معيدة الأذهان إلى ذكريات تاريخية لا تنسى، مؤكدة على حتمية التسلح بالمعرفة لمقارعة الأمم الأخرى السباقة في هذا النهج، تستثمر بلا توقف الملايير في النشء وتحرص على تربيته باعتبارهم صناع المستقبل وبناة مجده.
«الشعب» عاشت هذه الأجواء، أمس، التي أبدع خلالها البراعم في تلاوة كلمات ليست كالكلمات وترديد عبارات رائد النهضة الجزائرية حول مقومات الأمة الجزائرية، مجيبا على تساؤل لمن أعيش؟، مقدما حلولا تربوية وعلمية للطفولة التي راهن عليها في التغيير والإصلاح قائلا بأعلى صوت وأقوى نبرة «يانشء أنت رجاؤنا»، مدركا مسبقا أنه الأمل في التحرر وإخراج البلاد من بوتقة الاستعمار البغيض.
ببساطة ألفناها عند هؤلاء البراعم الذين أبهرونا في فترة سابقة باحتفائية يوم الشهيد، استمتع الحضور من مفتشين وإداريين وممثلي جمعية العلماء وأساتذه بلقطات فنية أعطت للقاعة حرارة غير مألوفة وزادتها إشراقا وتألقا. وزاد الاهتمام بالعروض المقدمة في صالة شيدت بهندسة معمارية أصيلة وأنيقة ساحرة. وهي عروض كشف التلاميذ من خلالها عن قدرة تمثيلية عجيبة وهم يرددون أنشودة العلم نور، ويمجدون الأستاذ صاحب الفضل في تخرج الكفاءات والنخب.
بهذا الابتهاج عبرت بن سنوسي حورية، مديرة مدرسة العقيد سي الحواس، لـ «الشعب»، مؤكدة على بعد الاحتفالية وتمايزها ودلالاتها قائلة، لهذا السبب اختير قصر الرياس وهو مكان له معنى في تنظيم هذا النشاط المدعم من قبل مدير التربية الجزائر الشرق، تحت إشراف المفتشة الإدارية والتربوية بهدف «غرس الروح الوطنية والمواطنة لدى أبنائنا لتعيش الجزائر في عز وسلم».
من جهتها أبرزت السيدة بومهدي جويلة، أهمية المبادرة التي تحمل أكثر من معنى وبعد لإنها تنمي قدرات البراعم وترافقهم في مسعى التزود بالعلم والمعرفة دون الإبقاء أسر الجمود والإحباط.
ودعمت هذا، السيدة بوجعطيط مفتشة تربوية، قائلة إن الاحتفالية بقصر الرياس أعادتنا لذكريات الماضي... إلى العهد العثماني وكانت الانطلاقة من ساحة الشهداء التي تبعث في النفوس نخوة المجد وحب الجزائر.
السيدة معيفي ثرية مفتشة الإدارة المقاطعة 3 الحراش، قالت لنا إنها تثمن مثل هذه المبادرات التي تبجل العلم والعلماء وتغرس في نفوس البراءة حب الوطن من الإيمان، كما قال العلامة ابن باديس، مضيفة أن هذه المبادرات تعيدنا إلى مجد الجزائر وأجدادنا وأبنائنا الذين نعتز بإنجازاتهم وقيمهم ونعيد غرسها لأبنائنا، معبرين عن الأمل في أن يكونوا خير سلف.
وبحسب لكحل زبيدة منشطة الحفل، فإن البراعم أبدعوا إلى أبعد الحدود وهم يتلون رسالة تقدس العلم وترافع لإعلاء شأنه، باعتباره محرك التغيير ومفجر الطاقات.
قالت الأستاذة رزيق غنية، إن كل لغات الدنيا تتفق على مبدإ الثالوث المقدس: الأصالة، التاريخ والمجد. وهذا الثالوث ترجمه براعم استثنائيون في يوم استثنائي حول العلم، معيدين الحضور إلى أحد رواد الحركة الوطنية الذي أعطى أجوبة عن المشككين في تاريخ الجزائر المنساقين، دون أن يدروا، وراء الطرح الاستعماري البغيض. فكان الرد واضحا عن هوية شعب الجزائر وما هو قادم على فعله من أجل أن يكون حرا طليقا إلى يوم الدين.