تحذيرات من تنامي ظاهرة المتاجرة بالقصر بوهران

اتفاقيات بين الأم البيولوجية والمتسولة لتأجير أطفال بأسعار باهظة!؟

وهران: براهمية مسعودة

حذّر مختار خنوس منسق فرقة تابعة للهلال الأحمر الجزائري، فرع وهران من تنامي ظاهرة المتاجرة بالأطفال، بعد أن عمد المتسولون إلى إبرام اتفاقيات بين «الأم البيولوجية» و»المتسولة» لاستخدام أطفال من الجنسين لكسب المال بطريقة سريعة، سيما بالعواصم الكبرى.
ظهر لنا ذلك جليا من خلال جولة قامت بها «الشعب» وسط المدينة، حيث تنتشر المتسوّلات بكثافة خاصة أمام أبواب المساجد والأسواق والبنوك والمحلات الفاخرة المطاعم، وأخريات عبر الأماكن المدرّة للدخل.
تختلف قيمة تأجير الطفل حسب طبيعته وشطارته، فإن كان معاقا يكون سعره أعلى لأنه يجلب العطف والتضامن السريع من قبل المواطنين، حسب تأكيدات شهود عيان من الحي الفوضوي عين البيضاء، التابع لدائرة السانية، حيث تنتشر هذه الظاهرة بقوّة.
وحتى لا تثير «الأمهات المتسولات»، الشكوك ولا يزعجها صراخ الأطفال، تفرض عليهم الأدوية المنومة أو المهدئة التي تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز العصبي والخلايا وكذا الجهاز التنفسي إضافة إلى الآثار الأخرى التي تضر مختلف أجهزة الجسم، وذلك على غرار الاضطراب في الإحساس وعدم القدرة على تحمّل الأصوات والضوء وميل الطفل نحو العنف والاعتداء على الآخرين وغيرها من الأعراض التي لا تظهر مباشرة، حسب توضيحات المختص في الطب العام، الدكتور بلحول الناشط ببلدية الكرمة.
ومن الصور التي هزّت مشاعر قلوبنا وأثارت المارة لدرجة بكاء البعض، تلك المرأة ذات البشرة السمراء الداكنة التي كانت تحمل رضيعا حديث الولادة تحت حرارة عالية بشارع العربي بن مهيدي وسط المدينة، ولحظة بكاء الطفل بشدّة ضربته بقسوة على وجهه، وكلما رمقها أحد من المارة إلا وتوهمهم أنّها ترضعه، هذا ما بدا، وما خفي ربما يكون أعظم.
والأكيد أن الأطفال المتسولين من أم «بيولوجية» أو من «أم محترفة للتسول» يعانون كثيرا، ولا يجب إغفال أنّ كثيرا منهم يتعلمون الرذائل والفساد كالدعارة، والسرقة الموصوفة والاعتداءات وغيرها من الآفات الاجتماعية الخطيرة كالتدخين والخمر والمخدرات.
ومن منطلق هذا الواقع المزري، تشنّ بين الفينة والأخرى الفرق المختصة من المصالح الأمنية والهلال الأحمر الجزائري ومصلحة المساعدة الإجتماعية الطبية الإستعجالية المتنقلة التابعة لمديرية النشاط الإجتماعي وغيرها من الهيئات الأخرى حملات جمع المتشردين والمتسولين في محاولات لإدماجهم اجتماعيا، ولكن غالبا ما تكون النتائج فاشلة، حسب محدّثنا خنوس مختار من بلدية مسرغين، الذي وهب حياته وكرّسها للعمل التطوّعي، وأوضح أنّ الكثير منهم يمتهن التسوّل كحرفة فيما ينتمي أغلبهم إلى الولايات الداخلية ولاسيما من غليزان.
يحدث هذا في وقت تحتفل فيه الباهية وهران وعلى غرار باقي المدن الجزائرية باليوم العالمي للطفلولة، الذي يصادف إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدّة إعلان اتفاقية حقوق الطفل في سنة 1989 وأيضا ليوم الطفل الإفريقي في 16 من نفس الشهر الذي تحتفل به القارة منذ عام 1991، عندما أطلقته لأول مرة منظمة الوحدة الأفريقية.
وفي هذا الإطار برمجت المديرية الولائية للأمن الوطني، احتفاليات وتظاهرات متنوّعة، سوف تدوم حسب البرنامج الذي أعدته مديرية النشاط الإجتماعي إلى غاية الخامس من شهر جوان.
أكّدت ضيف الله إلهام رئيسة مكتب حماية الطفولة ومكتب الأشخاص المستضعفين لدى أمن ولاية وهران أنّ المديرية تواصل جهودها لتعزيز الشرطة الجوارية ومد جسور التعاون وتعزيز التواصل بين مختلف الشركاء، خاصة بالنسبة لهذه الفئة الهشّة التي تحظى بعناية هامة من طرف الدولة الجزائرية، وخاصة بعد صدور القانون الجديد لحماية الطفل الجزائري 15/12 بالموازاة وإنشاء هيئة وطنية لترقية الطفل، ممثّلة في المفوض الوطني لترقية حقوق الطفل.
تقول ضيف الله «وهذا ما يجعلنا في كل سنة نحاول ترقية أسلوب التعامل مع هذه الفئة الضعيفة بالشراكة مع مختلف الأطراف المهتمّة والجهات الفاعلة في الميدان».
وستتواصل هذه الإحتفالات كما سبق وأشرنا حتى اليوم الخامس من شهر جوان بمشاركة بلدية وهران، الأمن الولائي، الحماية المدنية، الدرك الوطني، الكشافة الإسلامية، جمعيات أولياء التلاميذ والمنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ إضافة إلى مختلف المديريات الولائية على غرار الثقافة والتربية والصحّة والنشاط الاجتماعي والتضامن ومديرية الشبيبة والرياضة، وكذا الجمعيات الفاعلة على مستوى الولاية وغيرهم من الشركاء الاجتماعيين.
وهي التجربة الثانية من نوعها، بعد التظاهرة الأسبوعية التي شهدتها السنة المنصرمة وهران في نفس التاريخ حسب نسيمة ثابت رئيسة المصلحة الولائية للتضامن والحركة الجمعوية التي برمجت بالمناسبة أمسية تربوية ترفيهية تنطلق يوم 1 جوان بعد صلاة التراويح بحديقة سيدي محمد عند نهاية واجهة البحر، يتم من خلالها الإعلان الرسمي عن افتتاح فعاليات أسبوع الطفل الوهراني بحضور السلطات الولائية.
وسيتم بالمناسبة تعريف الأطفال وعائلاتهم بالميثاق العالمي للطفلولة وحقوقهم الأساسية التي تنص عليها القوانين الجزائرية والترفيهية والاجتماعية، تتضمّن مسابقات وأنشطة فنيّة ورياضية وأخرى ترفيهية وترويحية تضيف نفس المتحدّثة والتي وجّهت في الأخير دعوة لجميع العائلات للمشاركة في هذا الحدث الذي تتواصل فعالياته إلى غاية الخامس من نفس الشهر، وذلك بعد صلاة التراويح على مستوى نفس الحديقة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025