استهلاك الشيشة لمدة 45 دقيقة يعادل 50 سيجارة
نظمت الجمعية العلمية للطلبة الصيادلة «أسيبا»، أمس، بساحة أودان، يوما تحسيسيا بخطر التدخين مخاطبة كل فئات المجتمع من كهول وشباب وأطفال وحتى نساء، من خلال تقديم شروحات مفصلة عن ماهية التبغ وتأثيراته الصحية السلبية على السلامة الجسدية والنفسية وحتى العقلية في حالة الإدمان عليه مع مرور السنوات.
تزامن اختيار الجمعية لنشاطها التحسيسي مع إحياء اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 ماي من كل سنة بهدف التشجيع على الامتناع عن استهلاك كل أشكال التبغ، والذي اختير له هذا العام شعار «التبغ - خطر يهدد التنمية»، من خلال تسليط الضوء على الصلات بين تعاطي منتجات التبغ، ومكافحة التبغ، والتنمية المستدامة، وكذا تشجيع البلدان على إدراج مكافحة التبغ في استجابتها الوطنية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، دون إهمال توضيح كيفية مساهمة الأفراد في تحقيق خلو العالم من التبغ على نحو مستدام، سواء عن طريق الالتزام بعدم تعاطي منتجاته نهائيا أو بالإقلاع عن هذه العادة.
في هذا الإطار أوضحت سارة عبد النبي طالبة سنة ثانية فرع صيدلة وعضو ناشط في الجمعية في تصريح لـ «الشعب» أن اليوم التحسيسي هو من أجل توعية الناس بالمخاطر الصحية والمخاطر الأخرى المرتبطة بتعاطي التبغ والذي أصبح الآفة الأكثر انتشارا في العالم، ومن ثم يتم التركيز على تحسيس كل الشرائح دون إقصاء لأي فئة.
وأشارت عبد النبي إلى أن ممارسة التحسيس يكون بصورة شاملة وعامة عبر تلقين المعلومات القاعدية حول ماهية التبغ ومكوناته بداية بالعشبة التي نجدها في الطبيعة إلى تجفيفها وإعادة تحويلها لتصبح تبغا معالجا يدخل ضمن مكونات أخرى أهمها مادة النيكوتين التي تمنع الإنسان من الاستقلالية عن السيجارة لحد الإدمان عليها.
أنواع منتجات وأشكال التبغ السيجارة ومكوناتها، «الشمة»، السيجار والشيشة بمختلف الأذواق هذه الأخيرة التي تحتوي على مواد كيمائية وصناعية غير معروفة المصدر وخطيرة، مشيرة إلى أن التبغ يحتوي على مادة القطران، وأول أكسيد الكربون وهو غاز جد سام وخانق ناهيك عن الأمونيا، الميثانول، الميثان، حامض الأستيك، الستريك والزرنيخ.
ونفس الأمر بالنسبة للسيجارة الإلكترونية، أوضحت عبد النبي أنها هي الأخرى مضرة للصحة لاحتوائها على مادة النيكوتين، ومن ثم لا منفعة تسجل في أي نوع من السيجارة وتحت أي عذر ولو كان الهدف من إفراز مواد من أجل الانتعاش المدخل للفرحة، لكنها تبقى مواد سامة تهدد صحة الإنسان تحت أي مسمّى، مشيرة إلى استهلاك الشيشة الذي عرف انتشارا واسعا في الجزائر لاسيما وسط الشباب والفتيات لمدة 45 دقيقة يساوي استهلاك 50 سيجارة ما يستوقفنا للتفكير مليا في العادات السيئة.
ارتباط التدخين بكثير من الأمراض... حقائق لابد من مواجهتها
وعن المخاطر الصحية أوضحت سارة عبد النبي أنه عادة ما يربط الجزائريون التدخين بسرطان الرئة فقط وهذا اعتقاد شائع وخاطئ، لأن الأمر أكبر من ذلك ويتعداه لأنواع وأمراض أخرى مثل العجز التنفسي الذي يحتم على صاحبة الاعتماد على التنفس الاصطناعي مدى الحياة، فقدان الصوت، سرطان البروستات، وأمراض القلب والأوعية الدموية،السكتة القلبية، الجلطة الدماغية والعجز الكلوي.
من جهة أخرى أشارت عضو الجمعية «أسيبا» أن «الشمة» المعروفة كثيرا عند الجزائريين، تؤدي لوحدها للعديد من الأمراض بداية بالضعف الجنسي، سرطان الرئة، الحنجرة، المريء وسرطان الفم، معتبرين أن الاستمرار في تعاطي مادة «الشمّة» لفترات طويلة يسبب في المرحلة الأولى سرطان اللثة واللسان وإتلاف الغشاء المخاطي لدى متعاطي هذه المادة، الأمر الذي يستدعي تدخلا جراحيا لاستئصال الورم، ومن ثم تبدأ أعراض عدم القدرة الجنسية، وضيق التنفس.
و في المقابل اعتبرت عبد النبي اليوم التحسيسي فرصة لمعرفة طريقة تفكير الجزائري تجاه هذه الآفة والاحتكاك به، وتبادل الخبرات والمعلومات، على غرار ما قاله أحدهم» لو كانت السيجارة تنفع للصحة لما تحرق نفسها... ومن ثم فهي تحرق نفسها وتحرق الإنسان معها»، معربة عن ارتياحها الكبير لتفاعل الناس مع النشاط التحسيسي للجمعية التي تكون في مختلف المناسبات والأيام الصحية العالمية والوطنية وتركز في خطابها على إيصال الفكرة الرئيسية وتوزيع المطويات تقديم شهادات حية وفتح المجال أمام الإصغاء، المساعدة والمرافقة النفسية.