قرار المانحين سياسي بامتياز لمصلحة المغرب

تخفيض المساعدات للصحراويين لن يثنيهم عن تقرير المصير

جلال بوطي

قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أمس، إن قرار الدول المانحة للشعب الصحراوي القاضي بتخفيض المساعدات، هو قرار سياسي لصالح المغرب، ويهدف بالأساس إلى إضعاف موقف الصحراويين وتراجعهم بشكل غير مباشر عن مطلب تقرير المصير، مستطردة أن ذلك لن يحصل مهما كانت الظروف.
لم تعترف بن حبيلس بالذريعة التي بررت بها الدول المانحة مؤخرا، تخفيض مساعداتها للشعب الصحراوي الشقيق تزامنا مع الوضع الاقتصادي الذي تمر به الدول التي تقدم مساعدات منذ مدة، واصفة القرار بالسياسي بالدرجة الأولى ويخدم الأجندة المغربية، التي تسعى بكل الطرق إلى ثني الصحراويين عن موقف الاستقلال.
وأوضحت بن حبيلس أن المساعدات التي كانت تقدمها الدول المانحة قليلة جدا ولم تكن تلبي الحاجيات المطلوبة على غرار الرعاية الصحية والتعليم الذي تتكفل به الجزائر مجانا لإخواننا الصحراويين، مؤكدة أن خطوة تخفيض المساعدات ستكون لها تداعيات سلبية في كل الأحوال.
تمسك الشعب الصحراوي بتقرير مصيره ورفضه القاطع للاحتلال المغربي، لن يغير هذا الموقف مهما كانت الظروف حسب ما قالته بن حبيلس، مشيرة إلى أن إيمان الصحراويين بقضيتهم العادلة لن يحيدهم قيد أنمله عن هذا التوجه العادل.
وتطرقت بن حبيلس إلى معاناة الشعب الصحراوي طيلة أربعين سنة من اللجوء في المخيمات، والمعاناة الإنسانية المتردية بفعل نقص المساعدات، ورغم ذلك أشادت المتحدثة بتضحيات الصحراويين وتضامنهم فيما بينهم، دون اللجوء إلى التسول أو طلب الحاجة رغم الوضع الذي يزداد تأزما.
وفي تفسيرها لتداعيات قرار الدول المانحة تجاه الشعب الصحراوي مستقبلا أشارت بن حبيلس إلى تأثير ذلك على نفسية الشباب الصحراوي المعطل عن العمل، قائلة إن الدول تتحمل مسؤوليتها رغم أن المساعدات التي كانت تقدمها ضئيلة.
وفي هذا الصدد قالت إنها وجهت نداء إلى البعثات الدبلوماسية التي تمثل الدول المانحة إلى عدم استغلال الأمور الإنسانية في ملفات سياسية ليس لها شأن بهكذا قرارات، متأسفة على هذا الموقف بذريعة الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلدان المساعدة.
وعن المساعدات الجزائرية للشعب الصحراوي أبت بن حبيلس الخوض في هذا الملف، قائلة إن الضمير الإنساني يمنعنا من الحديث عن مساعدتنا لإخواننا الصحراويين الذين هم إخوتنا قبل أن يكونوا جيراننا، ومساعدتنا لهم واجب إنساني علينا ولسنا بحاجة إلى التسويق لما نقدمه من مساعدات.
وفي هذا السياق أعلنت بن حبيلس عن زيارة إنسانية تضامنية مرتقبة إلى مركز المرضى الصحراويين بالعاصمة، للوقوف على وضع إقامتهم الذي يحتاج إلى متابعة دائمة وذلك في إطار التضامن الدائم معهم، مذكرة أن الهلال الأحمر الجزائري له نشاط مكثف ودائم للاجئين الصحراويين بمخيمات العزة والكرامة بتندوف.
وتجدر الإشارة إلى أن الدول المانحة لمساعدات للشعب الصحراوي قررت تخفيض إعانتها بشكل كبير، بعدما قامت العام المنصرم بنفس الإجراء، وتزامن ذلك مع دق ناقوس الخطر من طرف الهلال الأحمر الصحراوي الذي لوح بأزمة إنسانية في الأفق تتطلب جهودا كبيرة لمواجهة سوء التغذية الذي يحدق بمئات الأطفال الصحراويين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025