تحول الاستحقاقات الانتخابية المحلية المرتقبة بعد أشهر قلائل، دون تنظيم عديد التشكيلات السياسية لتقليد دأبت عليه طيلة سنوات خلال الصائفة، ويتعلق الأمر بالجامعة الصيفية التي يستلزم التحضير لها وقتا، ولكن كذلك إمكانيات، مثلما هو الشأن بالنسبة لحزب العمال وحزب جبهة التحرير الوطني، مفضلة تنظيم لقاءات تحسيسية تتمحور حول المحليات، ورغم ذلك تتمسك تشكيلات أخرى بتنظيمها مثلما هو الشأن بالنسبة لجبهة العدالة والتنمية وفق ما أكد العضو القيادي بها لخضر بن خلاف، فيما لم تحسم «حمس» في المسألة.
انشغال التشكيلات السياسية بالتحضير للانتخابات التشريعية المنظمة يوم الرابع ماي الأخير، واستعدادها للانتخابات المحلية المقررة قبل انتهاء السنة الجارية، وتحديدا أكتوبر أو نوفمبر كأقصى تقدير، وتزامن الفترة الفاصلة بينهما مع شهر رمضان الكريم والعطلة السنوية ثم الدخول الاجتماعي، سيحرم الكثير من التشكيلات السياسية من تنظيم الجامعة الصيفية، لعدم وجود الوقت الكافي للتحضير من جهة، كما طرح مشكل الإمكانيات المادية للبعض منها من جهة أخرى، على غرار حزب العمال ـ حسب ما أكد ممثلو مختلف الأحزاب لـ «الشعب».
وإذا كان حزب العمال يفضل تنظيم لقاءات جهوية، تتناول الانتخابات المحلية لما لها من أهمية للأحزاب ولكن كذلك للمواطنين على حد سواء، فإن أحزاب أخرى مثلما هو الشأن بالنسبة لحركة مجتمع السلم «حمس» لم تحسم بعد في المسألة، فيما لن ينظمها الحزب العتيد على غرار حزب العمال.
أكد العضو القيادي، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب العمال جلول جودي، أن التشكيلة لن تنظم جامعة صيفية هذه السنة لسببين، أولهما يتعلق بالإمكانيات المادية التي تحول دون تنظيمها، أما السبب الثاني فيتعلق بالانتخابات المحلية المقررة بعد عدة أشهر، أي مدة وجيزة بعد تنظيم الانتخابات التشريعية، والتحضير لها يحتاج إلى وقت.
وقد فضلت قيادة حزب العمال، تنظيم لقاءات ذات طابع جهوي، في الشرق والغرب والشمال والجنوب، بدل الجامعة الصيفية التي تحتاج إلى إمكانيات، تفضل التشكيلة على الأرجح تخصيصها للانتخابات المحلية التي تكتسي أهمية بالغة.
من جهته، العضو القيادي بجبهة العدالة والتنمية، ورئيس المجموعة البرلمانية لتحالف النهضة والعدالة والبناء لخضر بن خلاف، أفاد في نفس السياق، بأن التشكيلة ستدرس مسألة تنظيم الجامعة الصيفية بعد انقضاء الشهر الفضيل، إلا أنه أشار بالمقابل إلى أن تنظيمها أمر مؤكد وإن اختلف شكله، مرجحا أن يكون في شكل أيام دراسية تتناول الاستحقاقات الانتخابية المحلية.
وأوضح نائب رئيس حركة مجتمع السلم، البرلماني السابق نعمان لعور، بأن الحزب لم يحسم بعد في مسألة الجامعة الصيفية، التي قد تؤجل على اعتبار أنه يوجد احتمال كبير لإيداع القوائم تحسبا للمحليات في غضون سبتمبر المقبل، لافتا إلى أن تنظيم الجامعة يستغرق وقتا قد لا يكون متاحا للتشكيلة، لاسيما وأن تنظيمها يقتضي التواصل مع العلماء.
وفي رده على سؤال يخص توفر الإمكانيات، ذكر بأن تنظيم النشاط يمول باشتراكات يدفعها المناضلون، الذين يساهمون أيضا في الانتخابات المحلية، أي أن مشكل الإمكانيات سيطرح، ورغم ذلك تنظيم الجامعة الصيفية قائم، ولأنها تأتي عشية المحليات فإنها ستكون ذات طابع تعبوي.