رؤيـة استشرافيـة لمواجهــة الإرهــــاب والتهــــديدات
استعرض، أمس، الخبير في الشؤون الأمنية أ.د احمد ميزاب، جملة من المحددات الكفيلة بنجاح آلية التعاون الشرطي الإفريقي «افريبول» والتي تبقى مرهونة بمدى التزام الهيئات الأمنية الشرطية الإفريقية بالخطوط العريضة المسطرة الكفيلة بمواجهة التحديات الراهنة، والتي تتطلب كمرحلة أولية تطوير منظومة العمل وإعداد خطط بآليات عصرية تراعى فيها مختلف إمكانيات كل دولة.
ميزاب خلال تنشيطه ندوة إعلامية حول « محددات نجاح آلية التعاون الشرطي الإفريقي الأفريبول: رؤية استشرافية»، بمنتدى الأمن الوطني، قال إن محددات نجاح الآلية الأمنية «أفريبول» ترتكز على 5 عوامل أساسية، تشمل إدراك المخاطر وحجمها ومصادر التهديدات، الاعتماد على مبدأ التخطيط يكون ضمن عمل منسق ومكمل يحدد من خلاله مختلف نقاط القوة والضعف للدول الإفريقية ومراعاة ظروفها ومحاولة تغطية الفراغات.
الاعتماد على قاعدة بيانات إقليمية تكون جاهزة للارتباط بمنظمة «الأنتربول» لتلقي المعلومات وترجمتها في سياق واضح مع العمل على بناء إستراتجية شاملة واضحة الرؤى، والتركيز على العمل الخامس والخاص الاعتماد على الدراسات والبحوث لإثراء بنك المعلومات من بين أهم هذه الركائز الكفيلة بإنجاح الآلية.
استطرد ميزاب قائلا- على إدراج الأهداف ضمن الأولويات في مجال الوقاية و مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان ويتعلق الأمر بالاستجابة من خلال نظرة مشتركة لحجم الأخطار الإجرامية ومحاولة تذليلها.
واعتبر ميزاب أن إنشاء «افريبول» جاء بعد اتساع دائرة القلق من انتشار الجرائم حيث ستعمل هذه الآلية على تقييم التهديدات من خلال تحليل المعلومات خاصة ما تعلق منها بمحاربة الإرهاب والجرائم العابرة للأوطان من متاجرة بالأسلحة، المخدرات والجريمة السيبيرانية..
وبحسب ميزاب فإن الدول الافريقة تراهن من خلالها على تحقيق تكامل وتعاون أمني لمواجهة المخاطر الجديدة التي تهدد السلم والأمن على المستوى القاري، باعتبارها تضمن تنسيقا وتعاونا محكمين لمكافحة مختلف الآفات التي تهدد البلدان بشكل ناجع و على كافة المستويات.
وأوضح الخبير الأمني أن هذه الآلية جاءت في وقتها خاصة في ما تعلق بتحليل المعلومة والتخطيط وتطبيق الإجراءات ومحاربة الإرهاب والجريمة والمخدرات التي تعرف اتساعا في دائرتها وتثير القلق أكثر من أي جريمة أخرى بعد أن أصبحت تمس بالاقتصاد الوطني للدول التي تعرف رواجا كبيرا لهذه السموم، مشيرا بلغة الأرقام إلى وجود 130مليون شخص يتعاطون القنب الهندي في العالم خاصة في إفريقيا التي أصبحت العديد من دولها تعرف هذا النشاط بقوة.
من جهة أخرى وبعد أن أعطى نبذة عن استحداث هذه الآلية الشرطية، أشار ممثل الأمن الوطني عميد أول للشرطة حساني فيصل، في تدخله إلى أن العمل الذي قامت به مختلف البلدان الإفريقية بما فيها الجزائر مكن من تحديد مبادئ وأهداف مشتركة وتبني مقاربة تهدف إلى جعل التصورات تقوم على تضافر القدرات التقنية وتكثيف التعاون العملي والتعاون المتبادل بين مختلف الهيئات الشرطية.
وأبرز حساني أن هذا الجهاز الأمني الذي تراهن عليه القارة الإفريقية في تضيق الخناق على كافة الشبكات الإجرامية، الذي تترأسه الجزائر سيخلق شبكة تواصل بين جميع الدول الإفريقية بهدف تبادل المعلومات والتعاون لردع الإجرام وفق التغيرات التي يشهدها عالم الإجرام كما وتعمل هذه الآلية على تعزيز قدرات الاتحاد الإفريقي في مواجهة الجريمة الالكترونية، تجارة المخدرات.... ومختلف الجرائم التي تهدد مستقبل القارة السمراء.