مشاهد رصدتها «الشعب» في رحلتها نحو بجاية

أطفال يبيعون المطلوع والمأكولات التقليدية على قارعة الطريق

نبيلة بوقرين

تطفو ظاهرة عمالة الأطفال إلى السطح في المناسبات الدينية أو في موسم الاصطياف والعطل، حيث ينتشر الأطفال في الأسواق وعلى قارعة الطرق غير آبهين بالمخاطر، لبيع مواد زراعية وأكلات جاهزة، لكسب بعض الأموال التي تسمح لهم بقضاء حاجياتهم اليومية ومساعدة عائلاتهم العاجزة عن توفير كل الشروط الضرورية للحياة بسبب غلاء المعيشة وعدم قدرتها على تلبية كل الطلبات.
وقفت جريدة «الشعب» على صور مؤسفة لأطفال صغار تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 سنوات يبيعون أرواق الديول، المطلوع، ومختلف المأكولات التقليدية، الحشائش التي تستعمل في الطهو، المشروبات، بعض المواد المصبرة، خلال رحلة قادتنا من العاصمة إلى مدينة تيشي ببجاية مرورا بكل من بومرداس، البويرة، تيزي وزو و كانت نفس المشاهد تتكرر في كل التجمعات السكنية القريبة من الطريق السريع.
يأتي ذلك رغبة من هؤلاء الأطفال في جمع المال لتغطية العجز الذي تعاني منه عائلاتهم بسبب عدم تمكنها من توفير كل مطالب الحياة أو بهدف توفير مصاريفهم الخاصة لتقليل الضغط عن الأولياء بسبب كثرة المصاريف و لا يتمكنون من اقتناء كل المستلزمات التي يرغبون فيها ولهذا فإنهم من خلال تحصيل مبلغ معتبر يسمح لهم بشراء ثياب العيد ومن جهة أخرى بهدف ادخار مبلغ من المال للعطلة الصيفية لاستغلاله في شراء المستلزمات المدرسية الخاصة بالموسم الجديد.
كما أن الشهر الفضيل أصبح بمثابة فرصة سانحة لهؤلاء البراعم من أجل كسب المال خاصة وأنه تزامن مع العطلة الصيفية، ولكن ذلك يشكل خطرا على حياتهم لأنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى محاذاة الطريق السريع لجلب الزبائن لأنهم عرضة لحوادث المرور جراء السرعة المفرطة، إضافة إلى مخاطر أخرى تهدد حياتهم لأن سنهم صغير جدا ولا يعرفون جيدا كيف يتعاملون مع المواقف الصعبة.
وللإشارة فإن أغلب الأطفال الذين يتوجهون إلى العمل في شهر رمضان وموسم الاصطياف راجع إلى الفقر، التهميش من العائلات أولأنهم ضحية الطلاق والانحلال الأسري ما جعلهم ضحية لأسباب هم غير مسؤولين عنها إلا أنهم يدفعون ثمنها وقد يكون ذلك حياتهم رغبة منهم من تجاوز الصعوبات التي صادفتهم ومنعتهم من عيش طفولتهم على غرار باقي نظرائهم من الأطفال الذين يتمتعون بالعطلة إلى حين العودة إلى مقاعد الدراسة بمعنويات عالية.
لهذا فالأولياء هم المسؤول المباشر عن الوضع المؤسف الذي يعيشه هؤلاء الأطفال بسبب غياب روح المسؤولية وغياب القراءة الصحيحة لمخلفات إنجاب هؤلاء الأطفال الأبرياء وتركهم لمعاناة المجتمع في زمن لا يرحم، لأنه لو تم توفير كل المستلزمات التي تسمح لهم بعيش حياة عادية من دون أي نقائص لما توجهوا إلى المخاطرة بأنفسهم وبيع البضائع على حواف الطرق، بدلا من الاستمتاع بالعطلة والتفكير في الموسم الدراسي المقبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025