العمل الخيري المنظم يمنح الديمومة وعاطفة الجزائري خط أحمر
أكد الناشط في الفضاء الاجتماعي سمير بورزق خلال نزوله ضيفا على جريدة «الشعب» « أن المبادرة التي دعا إليها حول دعم بناء مستشفى لمرضى السرطان، هي مبادرة تلقائية من شاب متحمس لهذا العمل الخيري ، في إطار صرخات الخير التي دأب المجتمع الجزائري على ترسيخها والتأكيد عليها في كل الظروف ، خاصة اذا تعلق الامر بالتكاتف والتكافل الاجتماعي.
ذكر بورزق ان شريحة الاطفال تعاني في صمت كبير، وهي المعاناة التي جعلت الفريق يسعى من خلالها الى إيقاظ الضمائر الحية للعمل وتوسيع حيز المبادرة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنهم ليسوا أول من دعا لى ذلك، فقد سبقتهم ربما عدة اطراف إليها، مثل الجمعيات وبعض المؤسسات، وبصفتهم جزء من هذا المجتمع الكبير، يقول بورزق، بأنه ضم صوته إلى كل الضمائر الحية والاصوات المنادية بتجسيد هذه المبادرة.
برر متحدث «الشعب» بأن اي انسان معرض لهذا المرض سواء في أهله أو أصدقائه أو عشيرته او محيطه ، لذلك فالجزائري معروف بقوة جأشه وتضامنه، وعندما تصل اسماعه مثل هذه المبادرات فتجده مباشرة ينخرط في هذا المسعى تلقائيا، ليقول بأن مبادرتهم لا تشبه تلك التي تقوم بها بعض الجمعيات عن طريق البلاتوهات أو التلفزيونات، بهدف الوصول الى غاية في الغالب تكون غير نبيلة، أو ليس لها مبرر، وما اكثر هؤلاء على حسب تعبيره، لان هذه الاخيرة تطلب مساعدات من الدولة، ولا تطلب ذلك من افراد المجتمع، كأن الجمعية تطلب الشهرة لذاتها، ما يمكنها من الحصول على الاموال من جهات عديدة، بحسب تموقعها في المجتمع.
تسوّل بعض الجمعيات يسيء إلى العمل الخيري
يقول بورزق ان من بين الاسباب التي لم ترقه وارهقت كاهله، طريقة تسول بعض الجمعيات لطلب الدعم المالي، ثم لا احد بإمكانه معرفة أين تذهب تلك الاموال ؟، فالدولة التي يطلب منها المال أو القطع الارضية لبناء مثل هذا المشروع ، بإمكانها فعل ذلك بمفردها، لماذا لا تقوم هي ببنائه، والتكفل به على عاتقه، دون حاجتها الى احد. محذرا في السياق ذاته من استغلال عاطفة المجتمع الجزائري الطيب والنبيل، والزج به في اعمال لا يجني من ورائها إلا الاستياء والنكران لكل ماهو عمل خيري تطوعي.
أوضح صاحب المبادرة ان الحملة عمرها قصير بالجزائر، حيث بدأت عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي منذ ثلاثة اشهر فقط، وعرفت صيغة انتشارها في الجزائر بشكل سريع ، لكن النشاط الذي بفضله استطاعت الجماعة ان تلتقي في ما بينها بدأ في 19 جوان المنصرم حيث انطلقت الحملة وطنيا من خلال اصدقاء الفايس بوك.
22 ألف مهتم ومتابع وتحقيق المليون حلم سيتحقق
بلغ عدد المشاركين الى حد الان حوالي 22 ألف متابع، من مختلف الاعمار والمسؤوليات، اما الاشخاص، الذين تأقلموا مع الصفحة لطابعها الانساني فهم بأعداد متزايدة، وبصفة كبيرة، أما فيما يتعلق بالسر الذي جعل هذا الرقم في تزايد مستمر، أجاب بورزق بأن السبب بسيط، بحكم انهم ليسوا جمعية أو منظمة، فبقدر ما كان الانخراط في هذا النشاط، سيمكنهم من تبليغ هدف مشروعهم الى الجهات المسؤولة في الدولة، فالدولة حسبه هي صاحبة الاموال والأراضي والعقار ومؤسسات البناء وغيرها من الامور الاخرى المتعلقة بالمتابعة، وهنا يأتي دورهم كواسطة شعبية بلغت مشروعها بأمان، فكلما كان الحشد أكبر كان الصدى أبلغ وأوفر، خاصة وانهم لا يطلبون اي دعم مادي، ماعدا بناء مستشفى أطفال مرضى السرطان .
دعمنا ليس أموال الدولة بل تحقيق حلم المستشفى
يقول بورزق ان الدعم ليس المطالبة باموال الشعب كما تطالب به الجمعيات ولكن مجرد تضامن هؤلاء تصل الرسالة الى الجهات الوصية من اجل بناء المستشفى والتفاف الشعب حول فكرة هي اساس تجسيد المشروع.
في رده على سؤال يتعلق بالمستشفيات التي تم بناؤها والتي هي في طريق الانجاز والموجهة خصيصا لمرضى السرطان، فهناك منها اقطاب صحية، قصد تذليل العقبات ورفع الغبن عن المواطنين في تنقلاتهم خارج ولاياتهم مع التكاليف الاخرى التي ترافق العلاج ، سترهق المواطن البسيط، وكل هذه المشاريع جاءت بها السياسة الصحية التي اعتمدتها الدولة في اطار برنامج رئيس الجمهورية لمحاربة المرض وعلاجه، قال بورزق بأن الامر يختلف لان هذه المستشفيات موجهة الى المرضى من كل الاعمار أما مبادرتهم فهي للاطفال خصيصا معتبرا هذه الفئة حساسة جدا والمستقبل امامها وعلاجهم المبكر من هذا المرض يمنحهم البقاء اكثر والحياة أجمل حتى وان كانت الاعمار بيد الله، فإن العلاج المبكر سيقلل من إصابة أطفال آخرين.
السرطان ليس قدره دائما الموت، فهناك امال معلقة واقدار تتحكم في الاعمار والسعي لانقاذ هذه الفئة نابع من هذا الاخلاص لروح المبادرة، هناك الرعاية وهناك ايضا العلاج وهناك الكشف المبكر، وهذه كلها جعلتهم ينخرطون في هذا المسعى، فهم مستقبل الامة، وإنقاذ الالاف منهم نابع من تحقيق هذا المشروع النبيل.
يقول بورزق ان أمنيته توسيع المبادرة لتعم كل الوطن من الجنوب الى الشرق ومن الغرب الى الشمال لتصير الهبة وطنيا، لذلك تم اطلاقها عن طريق التواصل الاجتماعي، نداء للتعبئة والوصول الى اكثر من مليون متابع ، ثم تقديمها الى الجهات الوصية للشروع في ترسيم هذا المسعى النبيل، سواء بلقاء مع وزارة الصحة أو التضامن لطرح الفكرة وعرضها عليهما.