عيادة جراحة القلب للأطفال تحت مجهر الوزير زمالي

توقيف مؤقت لعمليات الجراحة والشروع في إعادة ترتيب البيت

سعيد بن عياد

قرر المسؤول الجديد لعيادة جراحة القلب للأطفال ببوسماعيل، توقيفا مؤقتا للعمليات الجراحية إلى غاية إعادة تنظيف شامل للمركز، خاصة تعقيم غرف العمليات والأجنحة بعد أن سجلت حالات وفاة جديدة.

يبدو أن هناك نقص كبير في النظافة، ما يشجع على انتشار الجراثيم التي تشكل هاجسا للمسؤول الجديد الذي يريد الانطلاق في مرحلة جديدة مطابقة لمعايير الصحة والتسيير الشفاف.
ينتظر أن تحل لجنة متعددة الاختصاصات مكلفة من وزير العمل والضمان الاجتماعي لمعاينة المؤسسة والتدقيق في مختلف جوانب تسييرها طيلة المرحلة السابقة من أجل استخلاص النتائج واتخاذ التدابير المطلوبة لمعالجة النقاط السوداء، خاصة تحديد وبشكل معمق أسباب ارتفاع عدد وفيات الأطفال.
كان الوزير مراد زمالي، الذي ورث ملفا ثقيلا على مكتبه يتضمن شكاوى أولياء أطفال توفوا أو يعانون من تداعيات، قد قام قبل أيام بزيارة مفاجئة للمركز التابع لقطاعه، حيث تأكد من الواقع. ففي ذات صباح، كما يتداول في الشارع المحلي لمدينة بوسماعيل وضواحيها (ولاية تيبازة)، وصل باكرا إلى عين المكان ودخل مقهى مجاورا، حيث كان أولياء الأطفال المرضى يتبادلون الحديث حول معاناة المرضى من ممارسات لا تطاق ولا تشرف المركز المتخصص في جراحة القلب للأطفال. مما كان يقلقهم ارتفاع حالات الوفيات أثناء وبعد عمليات الجراحة وهو ما سوف يعلنه المدير الجديد بالكشف عن الإحصائيات. لم يدركوا أن وزير القطاع بينهم، يحمل همّا حان الوقت للتخلص منه وإراحة الجميع، وهو مصمّم على الذهاب إلى أبعد ما يمكن في مطاردة عوامل المشكلة، كيف لا والأطفال يحظون باهتمام الدولة وتخصص لهم الموارد والإمكانات؟.
في الثامنة دخل الوزير زمالي وسط المواطنين وطاف بالمركز، حيث تنقل بين مصالحه ولاحظ بعين المسؤول كل شيء، النقائص والعيوب والإهمال، ليستل «سيف الحجاج» وشرع في طلب المسؤولين بالمركز. حدثت إثرها طوارئ أخلطت حسابات الكثيرين ممن تعودوا على الكسل والتسيب والاستهتار. لم يجد مدير المركز، فطلب مسؤول إدارة صندوق الضمان الاجتماعي المشرف عليه وانتشر الخبر، الوزير موجود بالمركز.
لم ينتظر طويلا ليتخذ وزير العمل والضمان الاجتماعي الجديد قرارات حاسمة، أبرزها إقالة مدير المركز وتعيين خلف له مكلف وفقا لورقة طريق بالعمل على ردّ الاعتبار لمؤسسة تتعلق بها حياة أطفال مرضى يأتون من كل جهات الوطن، في انتظار ما يسفر عنه تحقيق معمق طبي وإداري للكشف عن مبررات الوضعية غير السليمة التي تعاني منها المؤسسة التي كانت لها سمعة طيبة في الماضي. الوقت اليوم لإعادة ترتيب البيت من الداخل، من خلال إعادة الاعتبار للكفاءات الطبية الجراحية والمناجيريالية التسييرية، بما يرفع مجددا من أسهم المركز في عالم الجراحة والصحة العمومية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024