غرس روح المواطنة والتحسيس ثمرة نثمنها
دق محمد بوهالي، رئيس جمعية «إيفر» لحماية البيئة في حديث «الشعب»، ناقوس الخطر حول المخاطر التي تحدق بالبيئة وهي من صنع الإنسان، مؤكدا على ضرورة التطبيق الصارم للقوانين و فرض الغرامات لتغيير السلوكات و إرساء قواعد المواطنة الايكولوجية.
اعتبر المجهودات التي تم القيام بها في مجال التحسيس مع جميع عناصر المجتمع سواء جمعيات أو مؤسسات، بالرغم من الأثر الايجابي للتوعية، «لكنه ضعيف»، وانطلاقا من تجربته في المجال قال انه على سبيل المثال، فإن مئات الأطفال الذين يتم تحسيسهم لا يستوعب سوى عدد قليل منهم، ما يستدعي – بحسبه - أن يكون هذا العمل التوعوي مستمر في الزمان والمكان.
بالنسبة للكبار، يرى بوهالي أن التوعية وحدها لا تكفي و لا تؤدي الغاية المرجوة منها، بل تتطلب تدخل الدولة بالتطبيق الصارم للقوانين المتعلقة بحماية البيئة، لأن الجانب «الردعي» مهم لحمل الجميع على احترام البيئة، ويمكن ملاحظة نتيجة سريعة و فعالة في الميدان في آجال أقصاها 6 أشهر، وذلك بالنظر إلى الأثر السلبي الذي تفرزه النفايات على المحيط ( من الناحية الجمالية ) و على صحة الإنسان، مشيرا إلى أن الكثير يتجنب الحديث عن هذا الأخير، بالرغم من أهميته.
التوعية لا تكفي .. والتركيز على الطفولة
استدل بوهالي في سياق حديثه بالمجتمعات الأوروبية، التي لم تكن لتصل إلى ما وصلته من نظافة للمحيط واحترام للبيئة، إلا بعد تطبيق القوانين والغرامات على الملّوثين، والتي جعلتها تتمكن من غرس سلوك المواطنة في الفرد الأوروبي وتناقلها عبر الأجيال، لتصبح قدوة يقتدى بها في هذا المجال.
فيما يتعلق بالجمعية قال رئيسها إنها تأسست يوم 16 جويلية 2012، و أن الاسم الذي تطلق عليها «إيفر»، فإنها تعني باللغة الامازيغية «ورقة الشجرة «، و قد تم اختيار هذا الشعار، لأنه يرمز للطبيعة، ومن أهدافها تحسيس المواطن بصفة عامة و الأطفال بصفة خاصة بقضايا البيئة، خاصة القضايا القاعدية، المتعلقة بنظافة المحيط و نظافة الشواطئ و حماية الغابات.
تقوم كذلك بعدة فعاليات، منها تنظيم حملات تنظيف الشواطئ و الغابات، وقد شاركت الجمعية في تنظيف شاطئ «تامنفوسف»، يوم 1 جويلية من الشهر وشيك الانقضاء، وكان مشاركتها في العملية، بهدف تحسيس المواطن بخطر التلوث ليس في المحيط الذي يعيش فيه، فحسب وإنما في المجال البحري، 30 عضوا من الجمعية شاركوا في هذه العملية.
200 عضو متطوّع كلهم جامعيون
قال المتحدث أن الجمعية يوجد فيها 200 عضو متطوع وكلهم شباب حامل لشهادات جامعية، منهم مهندسين ..، 50 منهم دائمين أي « فعالين» يحضرون و يشاركون في مختلف النشاطات، وأشار بوهالي أن «ايفر» تنشط منذ 5 سنوات في الميدان، إلا أنها ليس لها مقر ثابت لحد الآن.
الجمعية تقوم برسكلة الأكياس البلاستيكية
من بين البرامج التي تقوم بها الجمعية، تنظيم خرجات لأطفال المدارس في إطار برنامج «محيطي الأخضر « بالتعاون مع مديرية الغابات، وهو نشاط ايكولوجي تقوم به كل 15 يوما، وفي كل مرة يتم اختيار غابة من الغابات على غرار غابة «بوشاوي»، «باينام» .. حيث يتم جمع النفايات بها، باعتماد الفرز الانتقائي، لتعليم الطفل أن لكل نفاية مكانها الخاص التي توضع فيه، ثم في الأخير تنظم ورشة لرسكلة بعض النفايات التي تم جمعها.
كما تقوم جمعية «إيفر» بنشاط آخر يتمثل في رسكلة النفايات خاصة الأكياس البلاستيكية، التي يتم تحويلها على شكل وردات مختلفة في الأشكال والألوان، و من خلال هذا النشاط «نريد أن نوعي الأطفال بوجه أخص بأن كل شيء نستعمله يمكن أن نرسكله، في شكل آخر»، وتقوم «ايفر» كذلك بتنمية النشاط المعرفي لدى الشباب و الأطفال في مجال التنوع البيولوجي من خلال لعبة البطاقات، حيث تعرف بمختلف الكائنات الحية .