الظروف الأمنية وحسن المعاملة شجعتهم على البقاء

مهاجرون غير شرعيين يفضلون الجزائر للإستقرار

تمنراست: بن حود محمد الصالح

 عصابات الاتجار بالبشر وراء النزوح الكبير
لطالما كانت عاصمة الأهقار، قبلة لهم بامتياز، موقعها الجغرافي المتاخم لدول الجوار الإفريقي، أهلها لتكون الموطئ الأول للمهاجرين غير الشرعيين، إنفتاحها على دول الساحل منذ القدم بحكم عدة عوامل، على غرار التجارة وحسن الجوار، جعلها تشهد تدفقا لمختلف الجنسيات الإفريقية، إلى أن تضاربت الأرقام والإحصائيات حول عدد الجنسيات المتواجدة على تراب الولاية.
إعتبرت تمنراست، إلى وقت بعيد نقطة عبور هامة للمهاجرين غير الشرعيين، للوصول إلى الحلم الذي يراود غالبيتهم للوصول إلى القارة العجوز، ومع تطور الأحداث التي عرفتها المنطقة المتاخمة للوطن من حروب واضطرابات، تزايد تدفق ونزوح المهاجرين بصفة كبيرة، أين قامت السلطات الجزائرية بما يمليه عليها واجبها ومبادئها الإنسانية، في التكفل بشعوب دول الجوار والإهتمام بهم، حيث تم توفير كل الظروف المناسبة للنازحين من ويلات الأوضاع المزرية التي دفعتهم إلى الهروب من بلدانهم.
في تصريح لـ «الشعب» أكد ممثل الجالية السينيغالية إبراهيم ينطو، أن المهاجرين غير الشرعيين بعاصمة الاهقار، وفق إحصائيات غير رسمية، بلغ عددهم قرابة 40 ألف مهاجر، مؤكدا أن العدد شهد تزايدا كبيرا في الآونة الأخيرة، وهذا انطلاقا من معرفته الكبيرة بمعظم المهاجرين المتواجدين بالولاية.
وأضاف ينطو إبراهيم، أن ما شجع المهاجرين على النزوح وبقوة مؤخرا إلى الجزائر، هو التكفل والمعاملة الحسنة التي لمسها النازحون من السلطات بالدرجة الأولى وكذا السكان.
في سياق متصل، يضيف الرعية النيجري لولي محمدو لـ «الشعب»، بأنه يعيش بعاصمة الأهقار لأزيد من 15 سنة، وهو رب لأسرة مكونة من طفلين، حيث أكد أن الظروف الجيدة المتاحة في المنطقة شجعته على الإستقرار والعمل، حيث أصبح صاحب ورشة لتصليح العجلات بوسط المدينة، دون أي قيود أو تضييق، مؤكدا أن هذه الظروف جعلت الكثير من أمثاله يحبذون ويسعون للإستقرار بالولاية الحدودية على التنقل إلى خارجها.
37 ٪ من المهاجرين غير الشرعيين يفضلون تمنراست
كشفت نتائج دراسة ميدانية منجزة من طرف الجمعية الوطنية الشاي الأخضر لترقية الصحة والمساعدات الإنسانية، حول الهجرة غير الشرعية بالجزائر، في الفترة الممتدة مابين (أوت 2016، وفيفري 2017)، والتي مست 3722 رعية إفريقية من 16 جنسية إفريقية، أن نسبة 37 في المائة من المهاجرين غير الشرعيين يفضلون البقاء والعيش بولاية تمنراست، لكونها الأكثر أمانا في منطقة الساحل، مما جعلها وجهة مفضلة ومشجعة للأفارقة على الإستقرار بها، وهذا لتوفر الصحة المجانية وفرص عمل، كما أكدت الدراسة أن 67 في المائة من الأفارقة الذين يحبذون الإستقرار بعاصمة الاهقار أتوا من أجل العمل.
أشارت الأرقام والإحصائيات التي توصلت إليها الدراسة، أن نسبة 10 في المائة من الكثافة السكانية بعاصمة الأهقار، يشكلها المهاجرون غير الشرعيين، مما يحتم على الفاعلين في المنطقة، حسب رئيس الجمعية محمد قمامة، تكثيف الجهود بالعمل سويا، من أجل معالجة هذه الظاهرة التي استفحلت مؤخرا.
في نفس السياق، عبر بعض المواطنين الذين إلتقتهم «الشعب»، عن استغرابهم للظاهرة التي أخذت منحى غير طبيعي، خاصة في وقت تعرف فيه الحدود إغلاقا مع دول الجوار، أين أصبح يميز الهجرة غير الشرعية، نحو المناطق الشمالية نوع جديد من التنقل، وهذا على طول الطريق الوطني رقم 01 بالمشي على الأقدام، مما يثير الحيرة والدهشة في مثل هذا الوقت، مؤكدين على تواجد أشخاص مختصين على المستوى المحلي بالدرجة الأولى في نقلهم إلى داخل الوطن، وكذا إلى المناطق الشمالية، خاصة وأن الدولة قامت بعدة عمليات ترحيل للرعايا النيجريين، إلا أن عدد المهاجرين عوض تناقصهم يشهد تزايدا رهيبا، في وضع لا ينبئ بالطمأنينة.



 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025