يمكن الشفاء منه

حقيقة تكشفها جمعية «الفجر» في أيامها التحسيسية حول سرطان الثدي

فتيحة /ك

التكفل الصحي والنفسي والاجتماعي يعطي المصابة ايجابية في حياتها
النمط المعيشي والنظام الغذائي وراء ارتفاع الإصابات

بعيدا عن قاعات العلاج  والمستشفيات، خرجت جمعية «الفجر إلى الشارع لتوصل المعلومة الصحية للمرأة عن سرطان الثدي الذي يعرف انتشارا واسعا وارتفاعا في عدد الإصابات كل سنة، وركزت الحملة التحسيسية التي أطلقتها أمس بحديقة التجارب الحامّة على أهمية الكشف المبكر لاعتباره أهم خطوة  للشفاء.
في تصريح لـ»الشعب» قالت آسيا مروان رئيسة جمعية «الفجر» بالنيابة أن سرطان الثدي عرف تطورا ملحوظا منذ الثمانينات فحالات الإصابة في تزايد مستمر و انتشار كبير إلى درجة أن بعض الفتيات بمجرد بلوغهنّ يتعرضنّ إلى الإصابة به ما يدخلهنّ في حالة نفسية صعبة جدا تحتاج إلى تكفل نفسي و اجتماعي و صحي ، و أكدت أن الأطباء غالبا ما يرجعون السبب إلى النمط المعيشي و النظام الغذائي و كذا التلوث البيئي الذي نعيش فيه، لذلك توفر الجمعية طبيبا نفسيا و مختصة في التغذية للإحاطة بكل ما يتعلق به.
وفي السياق ذاته كشفت أن بالجمعية  مجموعة كلام أين تجلس ستة إلى سبعة مريضات في مكان واحد يتحدثنّ عن مرضهنّ وعن طريقتهنّ في التعامل معه طبعا تحت إشراف طبيب  نفسي يساعدهم على تجاوز العقبات السيكولوجية حتى يتقبلنّه ليصبح عاملا محفزا لا مثبطا، خاصة وان اغلب النساء يجدنّ أنفسهنّ مرفوضات من قبل الزوج أو عائلته، فبعضهنّ يطردنّ من المنزل وأخريات يعدنّ إلى المنزل ليجدنّ قفل الباب قدغُيِرَ، وأخريات يبقين تحت رحمة أم الزوج التي تطلب من ولدها الزواج مرة ثانية علنا لان زوجته أصيبت بسرطان الثدي، وهذه اكبر معاناة تدخل المصابة في دوامة حقيقية ، لذلك غالبا ما يجلس مع المصابات نساء أصبنّ وشفينّ من المرض حتى يعطيهنّ المثال الحي على مقاومته، بالإضافة إلى تعليمهنّ حرفا يدوية تساعدهنّ على الخروج و التحرر من هاجس الموت والتركيز على الحياة بإيجابية وتفاؤل أكبر.
أما من الناحية الصحية قالت آسيا مروان أن الجمعية تتكفل بالمريض اين توفر له الأدوية خاصة تلك التي تعرف ندرة في الصيدليات التي تتسب في تدهور الحالة الصحية للمريضة التي تجد نفسها في صراع شرس مع المرض لذلك تعتمد الجمعية على بعض المحسنين من اجل إحضارها من الخارج و كما تقوم أيضا بالتكفل بإجراء الأشعة و التصوير الضوئي، و لكن في السنوات الأخيرة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلد أصبحت تبرعات المحسنين اقل لذلك اضطر  المريض  إلى دفع نسبة من أجرة الأشعة طبعا بعدما  تقوم الجمعية بالمستحيل من اجل إجرائه في المستشفى.
وفي مقارنة مع السنوات الفارطة قالت آسيا مروان أن النساء اليوم أكثر وعيا بأهمية المراقبة الدائمة لصحتهنّ من خلال إجراء الماموغرافيا التي تسمح بالكشف المبكر للمرض ما يعطي المرأة فرصة كبيرة في الشفاء منه و أكدت في سياق حديثا لـ»الشعب» أن الكثير من المتطوعات في الجمعية هنّ نساء خرجنّ من معركة المرض منتصرات لأنهنّ استطعنّ هزمه، والسبب الحملات التحسيسية التي تقوم بها على مدار السنة فالتوعية تحتاج إلى عمل يومي و ليس موسمي، إلى جانب ما تقوم به مختلف وسائل الإعلام من دور فعّال في إيصال المعلومة الصحيحة للمرأة عن المرض الذي يمر بعدة مراحل.
وألقت أسيا مروان الضوء على المعاناة التي يعيشها الزوج في حال إصابة زوجته بالسرطان لأنه يجد نفسه بين مطرقة التغيب و التأخر عن العمل و سندان مساعدة زوجته على تخطي المرض ففي بعض الحالات يجد الزوج نفسه مطرودا لأنه لم يستطع ترك زوجته تعاني وحدها لأنه مجبر على نقلها إلى المستشفى لإجراء التحاليل أو العلاج  الكيمائي، لذلك يجب أن تدرس وضعيتهم بجدية .
أما الطبيب بوبكر محب الدين الكاتب العام للجمعية فقال في تصريح لـ»الشعب» أن جمعية الفجر هي أول جمعية تتكفل بمرضى سرطان الثدي منذ 1989، و استطاعت على مدار الـ28 سنة أن تساهم في نشر الوعي في المجتمع و تحسيسه بأهمية الكشف المبكر ، بعدما كانت المرأة عاجزة تماما على الإفصاح عن إصابتها به أو أنها تخجل للذهاب إلى الطبيب للكشف عن حالتها الصحية بل لا تجرأ حتى ذكر اسمه أمام المحيط الذي تعيش فيه خوفا من التهميش و الرفض، هي اليوم تعالج و تذهب لإجراء الماموغرافيا عند بلوغها الأربعين سنة، و الأمر ليس عاما على جميع ولايات الوطن ولكن في المدن الكبرى هي واعية بأهمية المتابعة والمراقبة الصحية لهذا المرض لما تتوفر لها من إمكانيات.
وأكد بوبكر على أهمية العمل الدائم لأنه سر النجاح في توعية المرأة بخطر إهمال المراقبة الصحية والكشف المبكر ، لذلك تعمل الجمعية على عقد شراكة مع بعض مراكز الأشعة الخاصة من اجل إجراء «الماموغرافيا» بسعر مناسب يكون اقل بالنصف تقريبا.
وعن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان قال بوبكر أن المخطط سمح بفتح مراكز لمكافحة السرطان في عدة ولايات ما خفف من معاناة المرضى الذين كانوا مرغمين على التنقل إلى العاصمة من اجل المتابعة الصحية بمركز «بيار وماري كوري»،ما سمح للجمعية بفتح مكاتب جديدة في تلك الولايات حتى تكون قريبة من مريض السرطان و قد فاق عددها الـ20 مكتب.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025