فتور ملحوظ في تفاعل المواطنين معها

المساجد ومشروع 100 محل في حملات الدعاية الانتخابية بوهران

وهران: براهمية مسعودة

تتواصل ببلدية الكرمة وهران الحملات الانتخابية الخاصة بمحليّات 23 نوفمبر 2017، وسط فتور ملحوظ في تفاعل المواطنين معها، حسبما وقفت عليه «الشعب» في جولة قامت بها يومي الخميس والجمعة عبر شوارع وأحياء المنطقة، التابعة إداريا للسانية.
أوّل ما لفت انتباهنا الغياب شبه التام للملصقات التي تحمل صور ممثلي الأحزاب 11 المترشحّين على مستوى هذه البلدية، رغم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الملصقات الإشهارية في صناعة قرار الناخب وبلورة موقفه تجاه المشهد السياسي الراهن.
كما وقفنا على ظاهرة تتكرّر في كل مناسبة انتخابية، تتعلّق بانتشار صور المترشحين على   الجدران والأعمدة الكهربائية ومداخل العمارات بطريقة عشوائية، في حين تبقى المساحات المخصصة لها فارغة أو يتم إلصاق صورة مرشح واحد على المساحات الخاصة بباقي الأحزاب.
وقد أبدى العديد ممن التقت بهم «الشعب» عدم انشغالهم بالانتخابات المحليّة، مؤكدين أن المشهد السياسي بالكرمة لا يغري بالمتابعة، نتيجة عدة عوامل أبرزها عدم اهتمام الفائزين في الاستحقاقات السابقة بهموم المواطن وتطلعاته المستقبلية وعدم ثقة المواطن الكرماوي عموما في المنتخبين، بسبب تورط أغلبهم في الفساد والنهب وإبرام صفقات مخالفة للتشريع وسوء التسيير وغيرها من القضايا.
أما فيما يخص سير التجمعات الانتخابية، فقد أكّد محدّثينا من سكان المنطقة أن أغلب المترشّحين من أعضاء المجلس الشعبي البلدي سابقا لجأو إلى استعمال «محلات الرئيس» لإدارة حملتهم الإنتخابية والتسويق لها عبر الأسواق والمحلات وحتى المؤسسات المسجدية، رغم أنّ القانون يحظر استعمال رموز الدولة، على اعتبار  أنها ملك لكل المواطنين.
كما استغل التجار والحرفيين منهم فرصة تواجدنا وطرحوا الضغوط النفسية التي تواجههم، جراء تماطل السلطات المحلية في توزيع هذه المحلات، مطالبين في الوقت ذاته بإيفاد لجنة تحقيق في قضية الحال، ولاسيما وأنّ البلدية لم تبادر بتسليم أي محل، رغم مرور أكثر من 17 سنة على انتهاء الأشغال بها.
«الشعب» تنقلت إلى مقر البلدية للاستفسار عن المسألة، حيث أكّدت لنا مصادر عليمة أنّ محلات الرئيس ستسلم لأصحابها مباشرة بعد تنصيب المجلس المنتخب الجديد، وقد طالت الاستفادة حسبهم وجوها مؤثّرة بالكرمة وعدد من النساء والشباب الذين لهم علاقات صداقة أو عائلية بأعضاء المجلس الشعبي البلدي سابقا، فيما حاولنا التأكد من صحة هذا الخبر من الأمين العام لكننا لم نجده بمكتبه.
وعلى ضوء ذلك تنقلنا إلى المحلات الكائنة بالقرب من مركز الشرطة البلدية، حيث انطلقت أشغال الترميم والتهيئة بالموازاة والحملة الإنتخابية، بعد الإستهانة والخراب الكبير الذي طالها، وهو وضع بات يطرح أكثر من علامة استفهام.
كما أثارت مصادرنا ظاهرة الصراع السياسي حول الكراسي والتركيز على القذف والسب والإهانة والتحريض على مراقبة التشكيلات الغريمة وكسر شوكتها، على حساب الاجتهاد في تقديم برنامج انتخابي متوازن، حتى يكون محفزا لكسب أصوات الناخبين.
مداومات الأحزاب خاوية على عروشها
وعبّر الكثير منهم عن مدى تذمّرهم واستيائهم من متصدري التشكيلات السياسية ببلديتهم وبعض المترشحين بسبب الغياب الذي اعتبروه غير المبرر عن مقراتهم ودوام المكاتب، متسائلين عن أهميّة استعمال الأجراس والطبول ومواكب السيارات التي عادة ما يتم فيها إحضار العلامات الفخمة وباهظة الثمن في المسيرات كوسيلة لجذب الشباب واستعمالهم في الدعاية لتشكيلاتهم السياسية مقابل مبلغ مالي محدّد، ومن يدفع أكثر يجلب أكبر عدد ممكن من الأنصار.
وهو ما سجلته «الشعب» خلال زيارتها الإستطلاعية إلى مكاتب المداومة لعديد التشكيلات السياسية بنفس البلدية وعلى رأسها الحزبان الغريمان جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، إلا أنّها لم تستطع التوصّل إلى متصدري القائمتين أو على الأقل المترشحين الآخرين، وذلك على مدار ثلاثة أيام متتابعة، بسبب غيابهم لانشغالهم بترتيبات أخرى، حسبما أكده لنا بعض الشباب الذين وجدناهم على مستوى هذه المكاتب، مؤكّدين جهلهم التام ببرامج الأحزاب التي عبّروا عن الولاء والانتماء لها أو حتى نوع الانتخابات المزمعة في 23 نوفمبر المقبل.
واعتبر مراقبون أن برامج الأحزاب السياسية المتنافسة بالبلدية تتقاطع في العديد من المحاور وتتشابه في تقديم البرامج التي وعدوا بها سابقا، رغم حرص بعضها على التمايز في  بعض من النقاط.
وأكد محدّثونا أن أغلب الالتزامات الحزبية التي وردت في البرامج الانتخابية للأحزاب متشابهة إلى حد التطابق، وأن هذه البرامج تبقى غير واقعية وخطابات شعبوية تخاطب أحاسيس المواطن بالوعود الوهمية، بتغييب مجموعة من الاعتبارات والمتمثلة أساسا في تحقيق التنمية الشاملة وتشغيل الشباب ومحاربة الفساد والبيروقراطية وتوفير العيش الكريم وغيرها من القضايا والأولويات المرتبطة بالاستراتيجيات الكبرى للدولة، باعتبارها شرطا ضروريا من أجل تطوير فعال للمشاركة السياسية وإرساء دعائم الديمقراطية.
مرشحو الأفانا يدعون إلى إحداث القطعية مع ممارسات الماضي
وفي خطوة لكسب أكبر عدد من الأصوات، أكّد مرشحو الجبهة الوطنية الجزائرية   تحت رئاسة بوشيخي، أنهم اعتمدوا على الإطارات الشابة خاصة لإنجاح حملتهم الانتخابية، بعد التشخيص الدقيق للواقع السياسي والاجتماعي ببلدية الكرمة.
وأكّد هؤلاء أن الحزب سيدافع عن سكان المنطقة وسيعمل جاهدا على تحقيق أفكاره وتصوراته كخطوة صوب تحقيق التنمية الشاملة وغيرها من الشؤون المحليّة التي وردت في برنامجهم الانتخابي وجعلها هدفا من أهداف البلدية.
كما دعوا إلى أخلقة العمل السياسي وإلى التركيز على التنافس المبني على البرنامج والابتعاد عن القذف والذم وسب الأعراض، كما أكّدوا على ضرورة توعية الهيئة الناخبة بضرورة المشاركة بقوة لإحداث   مع ممارسات الماضي وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلدية والمغامرين بها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025